هدنة تحت سطح القمر

بقلم: أميمة الصغير
كاتبة مغربية
#ملف_الهدف_الثقافي

أَصْعدُ سَطح البَيْت
أسْتَلْقي وَ رَأسي للسَّماء
أتأمَّلُ جَمالَها لَيْلا
أنْظرُ للنُّجومِ المُتَلَئلِئَة وَ أَقعُ في حُبِّ الأكثَر تَوَهُّجا مِنها ..
أَهْمِسُ للقَمَر وَ أَتَغزّل بِه ..
تَشُدُّ نَظَري الشُّهُبُ المُسْرعَة …
وَ أتبعُ خُطى النّجمات المُتَحَرّكة وَ أقومُ بِسِباقٍ لَها في ذِهْني ….
نَسَماتُ الهَواء البارِد تُداعِبُني …
وَ بَناتُ عَقْلي لا تتَوقَّفُ عن التَّعارُك ….
أُصْلِحُ بَيْنَها و أُعَلِّمها كَيف تَحْترمُ بعْضها البعْض…
لِتبْدأ النِّقاشاتُ وَ نَفْسي ..
يَعودُ الضّجيج مُجدّدا ، أَيُّهُما سَتَظفَرُ بالنِّقاشِ مَعي أوّلا ..
أبتَسمُ لها ، تَبتسِم لي هي الأخْرى …فآمُرُها أن تَهْدأ وَ تَنْسَجِمَ وَ رُقِيّ اللّيل …
لطالَما كانت الإبتسامَةُ حَلاّ مُجديا…
وَ بابتِسامة أُخْرى، أَعْلَنتُ عَن بَدْءِ النِّقاش ..
الأفكارُ خائِفة ! أيُّهما سَتتخلّصُ مِنَ الضَّباب أوّلا ..
وَ لأكونَ عادِلة ، أخْتارُ الأكثَر تَعْقيدا لأحَرّرها مِنْ أَلَمِها .. فأَلمَحُ الفَرحَ فَور تحْريرِها..
يَبْقى النِّقاش قائِما وَ أنا أتَأمّلُ السَّماء إلى أنْ تَتَراخى جُفوني وَ تَتَعَانَقَ رُموشي..
فأَكونُ قَدْ حَرَّرْتُ منَ الأفْكار الكَثير .. أمَّا التّي لمْ يُحالفْها الحَظّ فتَنامُ مَعي بعيونِ مُغروْرَقَة بالدّموع عَلى أمَل أن تتَحرّر ليْلة غد..

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.