
بقلم: ندي جعفر
#ملف_الهدف_الثقافي
في ركنٍ من زوايا المدينة، تسكن امرأةٌ لا تملك إلا الصبر، تخفي وجعها بابتسامة، وتبتلع دمعتها كي لا تضعف أبناءها الثلاثة.
لا أحد يسمع أنين الجسد المتعب،
ولا يلحظ ارتعاشة الخوف في عينيها، فهي لا تصرخ، لا تتوسّل، تُقاتل المرض كما تُقاتل الوحدة. مرّ عليها الجيران، بعضهم ألقى السلام، وبعضهم أغلق النوافذ. وفي قلوبٍ كثيرة، حلّ الصمت مكان الرحمة.
لكن …
هل صار الألم بحاجة إلى ثمن؟
وهل بات الشفاء امتيازًا لا حقًا؟
أين نحن من آية ﴿وتعاونوا على البر والتقوى﴾؟
ما قيمة أن نسكن الجدران نفسها،
ونغلق أبوابنا عن بعضنا؟
ما نفع أن نُشعل أنوار البيوت، وطفلٌ بجوارنا يُطفئ أمله كل يوم؟
أليس من حق الإنسان أن يُسانَد؟
أن يُقال له: “لست وحدك، نحن معك.”
أليست الرحمة خيط النجاة
حين تتمزّق الأحلام تحت وطأة المرض؟ فلنمدّ أيدينا، لا بالمال فقط، بل بالحب، والكلمة، والوقفة، فربّ دمعةٍ مُخففة، تُعيد لإنسانٍ نصف الحياة.
#خلونا نكون الضوء في عتمة سحابه بتمطر فرحة ..
هذيان فرح ..
Leave a Reply