أطفال الدعم السريع،…

بقلم: عبدالغني كرم الله

#ملف_الهدف_الثقافي

وصال جميل، بويضة حظي لها حيوان منوي، مضى لها بحبل جاذبية، وشد رائحة، عبر قناة فالوب، حتى اندمج فيها، استقر طفل سوي في بطن أمه، فتنة بيولوجية، وسحر تكوين خفي خلاق، وفن محكم.

حتى استوى جرمه، وخرج من عالم آمن، لعالمنا هذا مزود بقلب وعقل، كنوز في جسمه، أو تتحول قنابل في صدره!

لكن، هنا الأمر بأزميل المجتمع، في نحت ذواتهم، على شاكلته، فنان أو مهندس أو شحاذ، أو قاتل، أو مجرم، كل مولود يولد بالفطرة، لكن طبع المجتمع يتطبع عليه الفرد، وكما رضخت ملامحه لجينات أهله، تخضع روحه لجهل وفقر ومرض وإهمال مجتمعه، حتى ينسى فطرته الأولى، الكامنة في أعماق ذاته.

ما حدث في الخرطوم من سرقة ونهب، حتى تحطيم ما ثقل حمله، هي أعراض المرض، لكن الداء الحقيقي هو الفقر والظلم الطويل، والمفارقات الطبقية الحادة، بين بني الوطن، لا أظن هناك حل ناجع لها سوى بالاشتراكية.

هؤلاء الأط.فال بذور جمال وفن ومعمار وغيره، لكن انحرفوا عن هذه المهن بالظلم والجهل والتهميش، والقهر والعنصرية.

اجتثاث هذه الحرب (وأخواتها الكامنة في النفوس، في انتظار خاطرة حزن تضغط الزناد)، يستوجب حلاً ناجعاً وجذرياً لتحديات واقعنا المرير، لن يستقيم ظلهم بالقوة والعود أعوج، مكانهم المدارس والبيوت الجميلة، وبأيديهم منقلة وريشة وقلم، لا مدفع وبندقية.

دون ذلكم العلاج، نكون كالحلاج، (ألقاه في اليم، مكتوفاً من الأيدي. وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء)، بالجوع، بالجهل، بالحقد. بالسرقة، بالنهب.

الفكر الحر الفكر إكسير الحياة

لا للحرب نعم للاشتراكية والحرية

صورة الملف الشخصي

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.