أرجع إنت يا “كامل” الأوصاف.. نحنا بنجو مع العفش!

صحيفة الهدف

بقلم: خالد ضياء الدين
#ملف_الهدف_الثقافي
قبل الحرب، بالرغم من معاناتنا والظروف السيئة، كنا قادرين نعيش ونركب المواصلات، ونسرح لمن السواق يشغل أغاني الحوت. كانت الشوارع محفرة والدقداق بخجنا خج، لكن بتوصلنا وجهتنا، كانت المدارس فاتحة وترحيل الروضة بجي قدام خشم الباب.. والحياة كدا كدا بتتباصر، ما كنا مروقين ولا كانت الحياة سهلة، لكن عايشين وكلنا لافين في فلك (الله كريم).
نحن الربانا الزمن، وعلمنا العوج من العديل، وقبال الزمن وقفو فينا أبواتنا وأهلنا وأساتذتنا، علمونا القناعة وحياة السترة، وشيل التقيلة من سكات. وكان الصبر عنوانا لحدي ما الصبر اتعلم مننا.
الآن الحال اتبدل، والدنيا اتغيرت، والعاصمة “تحديدًا” ما بقت صالحة للسكن والحياة شبه مستحيلة، لام دارس لا أسواق، لا أمن لا أمان، وإنت ماشي ممكن تتشفشف، وإنت قاعد قدام باب بيتك ممكن يهجموا عليك ويقتلوك، عشان جوال أو عشره ألف في جيبك، يعني قيمة الزول بقت ما بتزيد عن قيمة جوال، مرات بقتلوك ساكت سمبلة، تموت ويفتشو للبدفنك، وما في أي جهة بتتابع قضيتك.. وبينتهي حالك في مقبرة “نص كم” ولمة ناس صغيرة تترحم عليك.
أم درمان حكايتها حكاية، الناس تشكي وتبكي بلا وجيع، الصالحة المقابر حوالين البيوت، وريحة الجثث الجرفتها المطرة الأخيرة في الخرطوم خير دليل على عدم صلاحيتها للسكن حاليًا.
هل في جهة جادة بتقدر ترتب الأوضاع؟ لحدي الآن مافي وبالطريقة دي لحدي باكر مافي.
الناس الصدقت الإعلام الكذوب ورجعت لقوا القصة ما محتملة، طوالي عملو للخلف دور.
كامل إدريس ظهر قبل أيام في أم درمان، وقعد يهتف راجعين راجعين، ما يفوتكم الانجازات بدت، بعمل مطب جميل في واحد من الشوارع، المطب دا براهو كفيل بتشجيع العودة للعاصمة.. أها نحنا المشككين، المغرضين، اليائسين.. عملاء السفارات، منتظرينك يا كامل الأوصاف ترجع، وتشوف ليك سكن في العاصمة، وتفتح وزاراتك.. أقول ليك: أرجع انت أول ونحنا بنجو مع العفش..

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.