عشم إبليس

بقلم: يوسف الغوث
#ملف_الهدف_الثقافي
وأشرقت أرض السودان بأنوار سلامها، بعد ما تعبت بواطنها وتوشحت السماء بثوب حدادها…
همسات وكلمات غير مسموعة أو مفهومة للمصغي حد الانتباه، ثرثرة متكررة وأصوات نشاز، مطر باكي، بصوت مكتوم وسحاب مظلم وزمجرة رعد متقطعة…
أنين ممزوج بآهات متعبة وأنفاس متسارعة يأتيك صداها من بعيد….
وجوه مصفهرة بل مكفهرة وبائسة بفعل التعب وانعدام الغذاء وقلة مياه الشرب…
حمار لا يستطيع النهيق إلا بصوت معدوم، كلاب ضالة، منتشرة على طول الطريق، قطط غاب عنها الشغب باحثة، عن حليب أو قطع لحم مجففة.
حمامات فارقت أعشاشها بفعل صوت الرصاص المستمر والمتواصل دون انقطاع، طيور نائحات ولا صوت هديل أو نغمات مموسقة يلوح، في الأفق أو يطرب السماع. …..
رائحة الموت تزكم الأنوف وتعم الأمكنة…..
الزوايا اتخذت قياسات الفراغ وتجاوزت محيطها الهندسي .. …
غروب وشحوب وكآبة بائنة .. .
جثث ملقاة في قارعة الطريق تحاكي قصة عنبر جودة أو ما ذكره(اليكس هيلي)في كتابه الجزور….
هجرة جماعية بشكل متواصل”تكدس في شوارع مزدحمة بالمارة والنازحين والمهجرين قسريًا بفعل انعدام الأمن وقلة الطعام أو زاد الطريق…
عيون غائرة بفعل نقص النوم والخوف المتدفق شلالات.
صفوف طويلة حد البصر، وثياب رثة وممزقة ويا بلدي يا حبوب…
أقدام خافية
دموع متناثرة فوق خدود شاحبة متعبة من هجير الشمس وسموم الصيف الغائظ….
أشخاص فارقوا الحياة جوعًا وخوفًا وانتقاص في الدوا، وما أقل الدواء وشحه وكثرة المرضى ….
مدارس مقفلة ومتاجر مكسورة أبوابها بعد أن تم نهب محتوياتها…
كنائس يسكنها البوم بعد أن صمت صوت أجراسها النحاسي مساجد مقفلة متطاير بداخلها جزء عم وبعض تفاسير بن كثير ..
لوحة سيرالية أشبه بيوم الحشر أو لحظات قرقرة الروح…
بين كل تلك الأحزان والمآسي الماثلة للعيان يبقي إنسان بلادي واقفًا صامدًا ماسكًا بخيوط الأمل، ومتمسكًا بحقه في الحياة، فنحن شعب خلق ليبقى ووجد ليعمر بلاده…فالشعب أقوى والردة مستحيلة….
لقد كانت حرب 15 أبريل رسالة موت ودمار من رافضي المدنية، دعاة الموت والكراهية، ناشري الفوضى وأصحاب الأجندة غير الوطنية.
إنها حرب دمار وهلاك وأمور عبثية، هي حرب من استنكفوا العيش في ظلام الجهل دعاة الديكتاتورية، الذين قفلت عقولهم وقلويهم أصحاب الأخدود، الناكثين على قيم الحق والسلام والديمقراطية والجمال….
هي حرب تحمل في جوفها نيران الحقد والقبلية والتدحرج فوق تلال العصبية البغيضة…هي حرب بين أمن وخوف، بين صباح بهيج وليل مظلم حالك سواده…..هي حرب اللا موضوع ضد الشعب الموجوع، هي حرب تعكس بوضوح فشل ما يسمى بالنخبة وسوء الإدارة والاستئثار بالسلطة والثروة….هي امتداد طبيعي لما كان في تاريخنا المعاصر والمأزوم والممتلئ حد الإغراق بنزواتنا وتطلعات، قادتنا المتسلطين وأحلام إبليس…
هي حرب تفتح باب بلادنا المحطم أصلًا لكل طامح، أو ذا أجندة من عالمنا الخارجي، إقليميًا كان او دوليا ولعمري سوف يتم الترحيب به،
هي حرب هجرت 14 مليون من أبناء شعبنا الصابرين والصامدين والمغلوبين على أمرهم.
هي حرب حطمت قرانا ومدننا وريفنا وحضرنا ولم تبقي ولا تذر…
هي حرب هذا ضد ذلك
هي حرب أبناء الوطن الواحد ضد البلد الواحد ..
عندما يتقاتل المقاتلون، أراهم يذكرون اسم الله تكبيرًا وتهليلًا في مشهد يعبر بوضوح عن بؤس الطالب والمطلوب، القاتل والمقتول، الجلاد والضحية، ثم يتصايح الآخرين في مشهد درامي، قول باااع، أو يردد البعض فتك ومتك، ثم يتداخل جمع آخر، المعاملة كيف………
بالله ده حال بشر طبيعيين تجمع بينهم صلات الأخوة والمواطنة والعيش المشترك؟؟؟
لماذا قامت هذه الحرب الملعونة أصلًا وما هو السبب في استمرارها بهذا العنف وماهذه السلوكيات المستهجنة والغريبة والدخيلة على مجتمعنا السوداني؟!
إننا شعب محب للسلام والمحبة والوئام ومتطلع للعيش الكريم …
فلماذا تحرمو شعبنا من حقه في الحياة ؟؟ لماذا تقتلون الأطفال وتنشرون الموت والكراهية والقبح في وطن السلام؟
أما آن لصوت البندقية أن
تسكت وترفرف طيور السلام حاملة غصون الورد والزهر والياسمين …
لماذا تحرمون الأطفال من الفرح الآتي من غياهب قصص الأجداد والأحاجي السرمدية…. ؟؟؟
لاي سبب وبأي سبب أو غرض أو دافع ؟؟؟؟؟

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.