
محمد شريف
مقدمة: عندما تتحول الدولة إلى ساحة غنائم!
منذ أن قرر السودان أن يكون مختبراً للتجارب الفاشلة، نجحنا في اختراع نموذجين رائعين للفشل: الأول كان “تمكين الحزبيين” والثاني “تمكين المسلحين”. بينما كان الجميع يتحدث عن بناء الدولة، اخترنا نحن تفكيكها بطريقتنا الخاصة!
# إضعاف المؤسسات: مباراة بين الحزبيين والمسلحين
# في عهد الإنقاذ:
كان شعارنا “أهلاً بالولاء.. وداعاً للكفاءة!”، حيث تم استبدال كل موظف كفء بآخر “موالٍ” حتى لو كان لا يعرف فرقاً بين الملف والمظروف! النتيجة؟ مؤسسات أشبه بمسرحيات هزلية، لكن على الأقل كانت لدينا “ورقة رسمية” تسمى دولة!
# في العهد الحالي:
قررنا تطوير النموذج! لم نعد نحتاج حتى إلى “موالٍ”، يكفي أن تكون مسلحاً وتستطيع تهديد الآخرين. المؤسسات؟ لم تعد حتى مسرحيات، أصبحت مجرد ديكور نحمله عندما نلتقي بالسفراء!
#التعيينات: من “بطاقة الحزب” إلى “سلاح الكلاشنكوف”
#أيام التمكين الحزبي:
كانت الوظيفة حكراً على من يحمل بطاقة الحزب، حتى لو كان آخر شيء قرأه هو “إعلان التمكين” نفسه! كانت المنافسة على “من يكون أكثر ولاءً” بدلاً من “من هو أكثر كفاءة”.
# عصر تمكين المسلحين:
لم نعد نضيع وقتنا في البطاقات الحزبية! الآن يكفي أن تلوح بسلاحك في وجه المسؤول لتحصل على منصب وزاري! من يحتاج إلى شهادة جامعية عندما تمتلك “شهادة ميليشيا”؟
# الاقتصاد: من النهب المنظم إلى النهب العشوائي!
# في العهد السابق:
كانت هناك “شبكات تمكين اقتصادي” منظمة تسرقك ببطء وبأوراق رسمية. على الأقل كانوا يتركون لك الفتات!
# في العهد الحالي:
لم نعد نضيع وقتنا في الأوراق! الآن يتم السطو على الموارد في وضح النهار، والجميع يتفرج! أصبح الذهب “يتطوع” للخروج من الأرض مباشرة إلى جيوب المسلحين!
# الخاتمة: عندما يصبح الانهيار إنجازاً!
لقد نجحنا – أيها السادة – في تحطيم كل الأرقام القياسية! حولنا الدولة من “حزب مسيطر” إلى “عصابات متناحرة”! من “تمكين الحزبيين” إلى “تمكين كل من هب ودب”! ومن “اقتصاد ضعيف” إلى “لا اقتصاد على الإطلاق”!
والسؤال الآن: ماذا سنخترع بعد؟ “تمكين القرود”؟ أم “تمكين الشوارع”؟ أم ربما نكتفي بما وصلنا إليه من “إنجاز” تاريخي في تحطيم الدولة ومؤسساتها؟
بقي أن نقول: مبروك لنا جميعاً هذه الإنجازات! فقد نجحنا حيث فشل ال
Leave a Reply