
د.أحمد الليثي
#ملف_الهدف_الثقافي
ما أقبحَ الفقر حين يعرّي الإنسان من حاجاته الأولى،
حين يسرق الدفءَ من البيوت، والدواءَ من الأجساد، والكرامةَ من الأرصفة..
حين يجعل الطفلَ شيخًا قبل أوانه، والأمَّ ساهرةً على جوع أبنائها لا على أحلامهم.
الفقرُ قاسٍ.. لا يرحمُ قلبًا ولا يتركُ خيارًا.
ومع ذلك، ما أجملَ الفقراء! أبناء الضوء الساكن في عتمة الحياة.
يا من خُلقتم من صبر التراب وأنفاس السماء، تحملون في جلودكم شقوقَ الجوع، وفي قلوبكم حدائقَ الكرامة..
أنتم البقيةُ الباقيةُ من معنى الإنسانية، والمرآةُ الصافيةُ التي تكشف قبح هذا العالم دون أن تتلطخ بوحله.
في فقرِكم كبرياء لا يُشترى، وفي ثيابكم الرثة أناقةُ الروح، وفي خبزكم اليابس نكهةُ القناعة..
ما أجملكم وأنتم تزرعون الأملَ في صحراء الحاجة، وتبتسمون رغم كل شيء،
كأنكم تقولون للدنيا: “نحن لا نُقاسُ بما نملك، بل بما لا نتنازل عنه.”
في قبح الفقر مرارة، وفي جمال الفقراء معجزة.
Leave a Reply