
حلة حامد: مراسل الهدف
أفادت مصادر خاصة لـ”الهدف” بأن منطقة “أم قرفة” التابعة لحلة حامد، بـشمال كردفان، شهدت اشتباكات عنيفة عقب اقتحام قوات الدعم السريع وقوات جنوبية للمنطقة. هذه المواجهات أسفرت عن مقتل 48 شخصًا على الأقل، وإصابة أكثر من 140 آخرين بجروح متفاوتة،** وسط أوضاع إنسانية متدهورة ونزوح جماعي شمل القرى المحيطة.
ووفقًا للإفادة التي حصلت عليها “الهدف”، فإن الاشتباكات اندلعت خلال الأيام الماضية، حيث تمكن الأهالي من دفن 45 من الضحايا، بينما استمرت الوفيات نتيجة الإصابات البليغة. وصفت المصادر الوضع بأنه “كارثي وغير مسبوق”، بعد أن اضطرت ثلاث قرى للنزوح إلى قرية واحدة مكتظة بالسكان.
وقال أحد الناجين من سكان “أم قرفة”: “الناس خرجت بما تستطيع حمله فقط، بعضهم هرب على عربة كارو، والبعض الآخر لم يتمكن من أخذ شيء سوى ما يرتديه، فيما كانت الطرق محفوفة بالمخاطر بسبب انتشار القوات المهاجمة وأعمال السرقة والنهب”.
وأشار المصدر إلى أن الخدمات الأساسية في مناطق النزوح شبه منعدمة، لافتًا إلى استهداف مصادر المياه مثل “الدوانكي”، بسرقة الصهاريج ومنظومة الطاقة الشمسية، إلى جانب غياب السلع الغذائية والدوائية،بعد توقف الأسواق المحلية واقتصارها على يوم واحد في الأسبوع لا يُغطي حاجات السكان.
كما أوضح أن وسائل النقل محدودة ومكلفة، حيث يضطر السكان لاستئجار عربات صغيرة مثل “البكاسي” التي تُحمَّل بأعداد تفوق طاقتها، وتتقاضى ما بين 3 إلى 5 آلاف جنيه للأسرة الواحدة، مما يزيد من الأعباء على الأسر النازحة.
وذكر أحد المواطنين لـ”الهدف” أن “أحد أبناء المنطقة، يملك عربة (بوكس)، قام بتخصيصها لنقل الناس مجانًا رغم صعوبة الطريق وغلاء الوقود، وقد ساعد عشرات العائلات على الخروج من مناطق الخطر نحو الدبة وأم درمان”.
وتعكس هذه الشهادات حجم المعاناة التي يتكبدها المدنيون في مناطق النزاع، وسط تجاهل من معسكر الحرب وسلطة الأمر الواقع، وتفاقم الوضع الإنساني، بعد هطول الأمطار أمس وأمس الأول، في وقت لا تزال فيه العمليات العسكرية تشهد تصعيدًا في مناطق واسعة من شمال كردفان.
Leave a Reply