*من فيينا صفعة عالمية للصهu ونية وإنتصار للقضية الفلسطينية* (كيف أعاد مؤتمر فيينا تعريف العدالة الفلسطينية) ؟

*محمد ضياء الدين*

شكَّل مؤتمر فيينا اليهودي المناهض للصهu ونية، الذي عُقد في العاصمة النمساوية فيينا في يونيو 2025، نقطة تحول فارقة في مسار القضية الفلسطينية، حيث جاء ليعكس تصاعد الدعم الدولي لها في أعقاب مأساة غزة، وليُترجم رفض العالم لسياسات “الإبادة والتطهير العرقي” التي تنتهجها عصابة الكيان الإجرامي في فلسطين المحتلة.

شارك في المؤتمر أكثر من 500 شخصية يهودية  من النشطاء والمفكرين اليهود والمتضامنين من مختلف أنحاء العالم ، بهدف بلورة موقف عالمي موحَّد ضد الاحتلال الصهu وني لفلسطين من داخل الأوساط اليهودية، مما عزَّز شرعية النضال العربي الفلسطيني وربط القضية بالتحولات الجيوسياسية الراهنة، ما يفتح الباب أمام ضغوط دولية غير مسبوقة على الكيان .

تميَّز المؤتمر بجرأته في تحطيم الخطاب

الصه uوني الذي يدَّعي إحتكار تمثيل اليهود عالمياً، ورفض التقسيم المصطنع بين “صه uونية جيدة وسيئة”، مؤكداً أن الصهuونية بأشكالها كلها أيديولوجيا إستعمارية. كما أعلن المشاركون بوضوح أن “إسرائيل لا تمثلهم”، كما رفضوا توظيف الهولو_كوست ذريعة لتبرير جرائم الحرب في غزة. هذا الموقف أعاد الإعتبار للعدالة التأريخية للقضية الفلسطينية كأحد أهم مرتكزات قضايا النضال القومي التحرري، ودعا المؤتمر إلى تجميد عضوية (إسرائيل) في الأمم المتحدة، ما قد يُشكل سابقة قانونية وسياسية لها تبعاتها في المستقبل القريب.

إن تحويل هذا الزخم الأخلاقي إلى سياسات فعلية يتطلب تضافر الجهود العربية على المستويين الرسمي والشعبي، وتعزيز التنسيق مع القوى الدولية الداعمة للقضية الفلسطينة.

من جهة أخرى وفي ظلّ الموجة الشعبية والرسمية العالمية المتسارعة المناهضة للصه uونية، ستواجه الدول العربية المطبعة ضغوطاً شعبية ودبلوماسية متصاعدة، خاصة بعد كشف المؤتمر زيفَ إدعاءات “السلام الإقتصادي” الذي تروّجه حكومات التطبيع. فمخرجات المؤتمر أرسلت إشارات واضحة عن مخاطر الإنقسامات العربية، ما يؤكد على أهمية التضامن العربي كضرورة ملحة لمواجهة التحديات القادمة. كما أنه ولأول مرة، جرى توصيف الصهu ونية علناً بـ”النظام الاستعماري الإحلالي”، مما يسقط أيّ إدعاءات أخلاقية عنها ويُضعف نفوذ لوبياتها في الغرب وفي بعض الدول العربية، خصوصاً مع تصاعد الأصوات اليهودية الرافضة للاحتلال.

رغم التحديات، فإن مؤتمر فيينا وضع الصه uونية في مأزق وجودي، وكشف هشاشة حجيتها. إلا أن نجاح هذه اللحظة التأريخية مرهون بقدرة الفلسطينيين على توحيد صفوفهم، وإستغلال الإنقسامات (الإسرائيلية) الداخلية، وترجمة الزخم العالمي إلى إنجازات ميدانية ودبلوماسية. وكما علَّق أحد المشاركين، “فيينا شهدت ميلاد هرتزل، واليوم تشهد أفول فكرته”.

إنها لحظة تستدعي إستثماراً عربياً ودولياً لتحقيق العدالة الكاملة، وحتمية تحرير كامل التراب الفلسطيني من الماء إلى الماء.

وكما يقول المثل الشعبي الفلسطيني.. *”الغريب بيروح بس بده طولة روح”*.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.