كلمات نازحة.. ذوات الإعاقة

بقلم: لميس عربي

#ملف_المرأة_والمجتمع

إن كان هنالك ضمير حي في ظل الواقع الضبابي للحرب وانشغال أبطالها بالرئاسة والسياسة بعيدًا عن معاناة المواطن النازح والعالق وطالب اللجوء، فهنالك في زاوية منسية شريحة هامة يجب أن تجد الإنصاف والاهتمام. أحس أنني أتحدث عن مطالبات رفاهية وليست حقوقًا أساسية. لا أعلم لمن أوجه رسالتي ومطالبتي، لأنني وكل الشعب السوداني في آخر قائمة اهتمام المتحاربين المنشغلين بترتيب الوطن ووضع المواطن في الزاوية التي يريدون أن يكون فيها: مطيع، يسمع الكلام، لا توجه سياسي له، لكنه يمجد الجيش لأنه حرر الخرطوم والجزيرة وبس.

أنا هنا أكتب عن شريحة النساء ذوات الإعاقة بمختلف أنواعها. لقد تضررت هذه الشريحة من الحرب كواحدة من الشرائح الهامة في المجتمع السوداني، وكنا الأكثر تضررًا. تعرضت أغلبهن لانتهاكات متعددة لم تُعلن بصورة رسمية، ولا توجد جهات لديها قاعدة بيانات دقيقة حول أعدادهن وأنواع الانتهاكات الواقعة عليهن، حتى يكون هنالك إنصاف وتعويض عن الأضرار الناجمة. خاصة الصم؛ لأنهن لا يستطعن التحدث أو الصراخ بصوت عالٍ كاستراتيجية للحماية في ظل عدم وجود معلمين للغة الإشارة في أوضاع استثنائية وغير مثالية. ومن أبشع الانتهاكات التي ظهرت حالات حمل وسط اثنتين من ذوات الإعاقة وفقًا لخبراء ناشطين في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة. وتُعد مثل هذه الانتهاكات الأكثر بشاعة لما يترتب عليها من نتائج للضحايا وأسرهن. وبالرغم من صعوبة وجود قاعدة بيانات دقيقة تكشف حجم وأنواع الانتهاكات، يظل التحدي الأكبر معرفة الإحصائيات الدقيقة حول حصرهن وأماكن تواجدهن وأنواع الانتهاكات الواقعة عليهن.

تحقيق العدالة والمحاسبة وجبر الضرر لهؤلاء مسؤولية المجتمع والقائمين على أمر الدولة، في حال كانت هنالك دولة مؤسسات تحترم حقوق الإنسان بصورة عامة، والأشخاص ذوي الإعاقة على وجه الخصوص.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.