
د. احمد بابكر
اصدر حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل تصريح إعلامي بتاريخ 10/7/2025م لخص دورة اجتماع القيادة ،
و قدم التصريح تحليل دقيق للووضع الراهن وفي كيفية الخروج من هذا الوضع المعقد، وفي عجالة سوف اسلط الضوء على احدي الفقرات لنعيد قراءتها على ضوء الراهن وهذا نصها
(تأكد عدم رغبة المحيط الاقليمي والدولي في وضع حد للحرب في هذا الظرف لاعتبارات متباينة ،وتوظيف معطياتها،وإدارة اطرافها المصطرعة حول السلطة والنفوذ والامتيازات والافلات من المسادلة بما يتوافق مع توجهاتها الاستراتيجية ومصالحها) انتهى الاقتباس..
هذا التوصيف والتحليل الدقيق يعكس عقلا استراتيجيا في فهم طبيعة تعاطي المجتمع الدولي والاقليمي مع الصراعات المسلحة خاصة في السودان، هذا العقل الاستراتيجي نحن في امس الحوجة اليه لفهم ومعرفة كيفية تعامل المجتمع الدولي مع ازمتتا الحالية وحتى في المستقبل حتى نتجاوز موقفين خاطئين.
1.الموقف الأول ينطلق من الاعتماد الكامل على الخارج دوليا او اقليميا في حل ازماتنا الداخلية،
1.الموقف الثاني ينطلق من العداء السافر للخارج وتصدير الأمر للمواطن وكأن الأزمة في أصلها مع هذا الخارج وليست من صنع ايدينا…
هذه الفقرة المكثفة في التصريح الإعلامي،تقول ان المجتمع الدولي والاقليمي ليس تكيه، وهو لايحل الأزمات وانما يعمل على إدارتها وبالضرورة يدير اطرافها وفقا لمصالحه الذاتية،ونتيجة ان الأطراف الدولية والاقليمية لها مصالح متناقضة ومتضاربة فهي تعمل على استمرار الحرب إلى ان يتم توافق بينها حول مصالحها هي، وليست المصالح الوطنية..
من مصلحة هذه الدول ان تضعف مؤسسات الدولة وان يضعف المجتمع وهي نتائج طبيعية للحروب الأهلية ومعها تضعف المقاومة والمناعة الذاتية ضد الهيمنة والنهب المنظم لموارد البلد….
وتسهل عملية الاختراق للمجتمع ولقواه المجتمعية،كما حدث في ليبيا واليمن، حيث تحولت الحروب إلى ساحات لمباريات وتصفية لحسابات القوى الإقليمية والدولية في مابينها، بينما دفع المدنيون الثمن. السودان اليوم يعيد إنتاج نفس السيناريو بملابسات مختلفة.
هذه الفقرة تشير لخلاصة مهمة ان طبيعة الأزمة داخلية ذاتية وإن العامل الإقليمي والدولي يستفيد من الازمات ويديرها لتصب في مصلحته، وبالتالي حل الأزمة يبدأ من الداخل وليس من الخارج ولكي يكون مستجيب للأجندة والمصالح الوطنية يستلزم وجود منصة موحدة للقوى السياسية والمدنية تحت مشروع وطني متوافق عليه..
#احمد_بابكر
Leave a Reply