قراءة أولية للتصريح الإعلامي لحزب البعث – قطر السودان

بقلم: ماجد الغوث

#آراء_حرة

صدر بتاريخ الجمعة الموافق 10 يوليو 2025 التصريح الإعلامي المشار إليه من قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي، موجهًا لكافة جماهير الشعب السوداني بقواه الحية من أحزاب ونقابات واتحادات مهنية، وطلاب، والمرأة، والمنسيين في معسكرات اللجوء والنازحين داخليًا وخارجيًا.

طبيعة التصريح وأهميته

عادةً ما تكون التصريحات الإعلامية مقتضبة، وعلى عكس المعتاد، حمل هذا التصريح عنوانًا، ولكنه تضمن في مضمونه تعميمًا بنقاطه الإحدى عشرة. هذه النقاط شخّصت الأزمة الوطنية التي يعيشها قطرنا منذ اندلاع الحرب العبثية في عام 2023. درجت قيادة الحزب على عرض ونقد الأوضاع الكارثية التي تسببت فيها هذه الحرب، وقد تم ذلك في صيغة رفض وتحذير.

أكد التصريح الإعلامي على وضوح رؤية الحزب وطرحها أمام جماهير الشعب السوداني بدون مواربة أو تخدير، حتى يضطلع الجميع بمسؤوليتهم الوطنية والتاريخية، استنادًا إلى حالة الوعي الوطني الذي تراكم داخل منظومات وتشكيلات الحركة الجماهيرية.

كما أكد التصريح على ثقة الحزب في الإرادة الوطنية، صانعة معجزات ثورات 1964، 1985، و2018 الشعبية والجماهيرية، التي أسقطت النظم العسكرية وحليفها تنظيم الحركة الإسلاموية الذي رافق وصنع هذه النظم الديكتاتورية.

وربط التصريح بين صمود الشعب السوداني وأبنائه البعثيين أمام ويلات الحرب العبثية وما حملته من موت ودمار وجوع ومرض، وشجع حالة التآلف والتلاحم بينهما في هذه الملحمة الوطنية القاسية.

مواقف الحزب الرافضة والتحذيرية

  • رفض التدخلات الأجنبية: رفض الحزب التدخلات الأجنبية عبر بوابة ما يسمى بالمبادرات لوقف الحرب، واعتبرها نوعًا من الاستهبال والبلطجة. فالحرب دخلت عامها الثالث والعالم يجلس متفرجًا ومستمتعًا بمعاناة الشعب السوداني، مما يؤكد أن إنهاء هذه المعاناة لن يتم وبشكل حقيقي إلا بإرادة الشعب السوداني وقواه الحية.
  • رفض الحكومات غير الشرعية: رفض التصريح تشكيل حكومات غير شرعية تكرس الانقسام بعد معاناة هذه الحرب. فالشرعية هي شرعية ثورة ديسمبر 2018، وليست شرعية انقلاب 25 أكتوبر 2021، الذي اختلف حوله اللصان وأشعلا حربهما في 15 أبريل 2023.
  • رفض مقررات المؤتمرات المشبوهة: رفض التصريح الإعلامي لحزب البعث مقررات مؤتمري (تمنتاي) بولاية كسلا، ومؤتمر (قرقر) بإريتريا، وحذر من الاختراقات العسكرية والأمنية.
  • رفض التجييش القسري: لفت التصريح الإعلامي الانتباه ورفض حالة التجييش القسري التي يتبعها طرفا الحرب للشباب والطلاب ومواطني المعسكرات، واستخدامهم وقودًا وحطبًا لحربهما العبثية، تحت دعاوى الدفاع عن الوطن من طرف، أو تحت مسمى محاربة الفلول من طرف آخر. فمحاربة الفلول تكون بإرادة ووعي الشعب، وكذا الدفاع عن الوطن.

تحليل الأزمة وارتباطها بالتاريخ

أشار التصريح الصحفي إلى عام 1971، وهو عام الانزلاق والانحراف عن خط الجماهير الشعبية، والذي بدأ في انقلاب 25 مايو 1969، بانقسام طرفي الانقلاب – عسكر ومدنيين – بعدم اعتراف أحدهم بالآخر، وبتبادل اتهامات عدم شرعية كلاهما. ومنذ ذلك العام، بدأ مخطط تقسيم السودان من خلال تعميق بذرة الاختلاف والتوجس والريبة والشك بين المؤسسة المدنية والعسكرية. فما أشبه الليلة بالبارحة.

إشادات تنظيمية ومسؤولية جماعية

أشاد التصريح الإعلامي بالمكتب الإعلامي الحزبي، وأدائه المتميز الذي ظهر في ملاحق صحيفة الهدف – الثقافي والرياضي والاقتصادي وملف المرأة – مما ألقى على عاتق الكُتاب عبئًا إضافيًا وصعبًا في طريق الصعود والاستمرارية، وهو مجهود موزع بإتقان بين كتاب الهدف.

كما أشاد التصريح الإعلامي بمكتب العلاقات الوطنية، ونتائج اتصالاته التي أثمرت البيان الرباعي، والبيان الثلاثيني الذي تضمن أحزابًا واتحادات ولجان مقاومة وشخصيات وطنية، مؤكدًا – التصريح – على جذب الآخرين لأداء مهامهم الوطنية لوقف الحرب.

وأمن التصريح على قيمة التكافل والتآزر من خلال الاهتمام بالاشتراكات والمساهمة المالية كقيمة إنسانية تربط الفرد بالتزاماته تجاه الآخرين، وكقيمة أخلاقية من متلازمات الفداء بالنفس والمال.

أستطيع القول إن هذا التصريح الإعلامي، في شكله وتعميمه في مضمونه، قارب بين التنظيم وقاعدته الشعبية، لأنه عرض حقائق القضية الوطنية كواقع معاش، بشكل علمي رصين ودقيق، وساوى الجميع فيها لأن المسؤولية جماعية.

#نحو_جبهة_شعبية_عريضة_للديمقراطية_والتغيير

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.