حرائق النخيل في مروي : الحرب تُجهز على الأشجار والمحاصيل الاستراتيجية

الهدف – مروي

كتب علي الدوش

في مشهد يُدمي القلوب ويُلخص وجع البلاد، تتساقط النخيل في مروي شرق الكبري والتوالي، كأنها تُعلن الحداد على أرض أنهكتها الحرب والحرائق وانقطاع الكهرباء. ومع كل نخلة تُزهق، ينقطع خيط من صبر الناس، وتتعمق جراحهم البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

وبفعل استمرار الحرب وما يصاحبها من قطوعات طويلة ومتكررة في التيار الكهربائي، دخلت بساتين النخيل مرحلة الاحتضار. الأشجار ذبلت، والحقول جفّت، والنباتات أصبحت هشيماً تذروه الرياح، وقابلاً للاشتعال مع أي شرارة، الأمر الذي فاقم اندلاع الحرائق في المنطقة على نطاق واسع، وأتى على أصول زراعية لطالما مثلت ركيزة من ركائز الحياة والاستقرار.

ويمثل النخيل في هذه المناطق أكثر من مجرد شجرة، إذ يُعدّ منتج التمر محصولاً نقدياً استراتيجياً لأهل المنطقة، ومصدراً رئيسياً لمجابهة متطلبات الحياة اليومية. ومع تراجع إنتاجه وتلف مئات الأشجار، تتزايد معاناة المواطنين الذين لم يعودوا قادرين على تحمّل كلفة الحرب وآثارها الممتدة.

ويستحضر بعض الأهالي الحديث النبوي الشريف: “بيتٌ لا تمرَ فيه جياعٌ أهله”، ليعبروا عن حجم الكارثة التي أصابت موردهم الأساسي في العيش، في وقت ينشغل فيه البعض بالبحث عن “تصفية آخر جنجويدي” كمدخل للعودة إلى السلطة، غير آبهين بما لحق بالمجتمعات الزراعية من دمار.

ويطالب المواطنون بوقف الحرب فوراً، والالتفات إلى مأساة الإنسان والأرض، داعين إلى “التعقل والتوكل على الحي الدائم”، بدل إهدار المزيد من الأرواح والموارد.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.