قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي: تصريح إعلامي حول دورة اجتماع القيادة

قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي

تصريح إعلامي حول دورة اجتماع القيادة
10 يوليو 2025م

◯ إشادة وتثمين:

■ بصمود شعب السودان والبعثيين واتساع نطاق الرفض الشعبي لاستمرار الحرب.
■ بمكتب العلاقات الوطنية ومكتب الإعلام وصحيفة “الهدف”.

◯ وتؤكد على:

■ ثقتها في الإرادة الوطنية على وقف الحرب وإفشال مخطط التقسيم والتفريط في السيادة.

■ وحذرت القيادة من أن استمرار التصعيد والتصعيد المضاد، باستخدام أنواع جديدة من الأسلحة بما فيها الطيران والمسيرات، سيطيل أمد الحرب، ويسهم في استدعاء المزيد من التدخلات الخارجية والدولية بفرض حلول مؤقتة وزائفة، تفتح الباب أمام مخاطر السيناريوهات التي تهدد مستقبل السودان.

■ كما حذرت القيادة من أن استمرار طرفي الحرب في التجييش القبلي يدفع إلى مواجهات قبلية محتملة، ستكون لها ارتدادات على وحدة النسيج والسلم الاجتماعي، ولا يمكن عزلها عن تورط واعٍ بمخطط تقسيم السودان، وفق خلفية ومصالح وارتباطات أطراف الحرب، وأخطرها العلاقة مع العدو الصهيوني.

■ جددت رفض حزب البعث تشكيل حكومات لا شرعية تكرس الانقسام.

◯ حول دورة اجتماع القيادة:

■ أنهت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، بنهاية يونيو الماضي، دورة اجتماعاتها، التي استعرضت خلالها، حسب التقارير، السياسية والتنظيمية التي أعدتها القيادات المختصة، حول مجريات الأوضاع العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وتداعياتها، جراء اصرار معسكر الحرب العدوانية على الشعب، على استمرارها بشتى السبل وتبادل الأدوار في عدم الاستجابة لوضع حد لها عبر التفاوض، بعد أن تحول استمرارها إلى مهدد جدي لكينونة البناء الوطني، وزعزعة السلم والتعايش والتدامج الوطني، وفتح الباب واسعًا للتدخلات الخارجية، التي تغذي أطرافها بالدعم العسكري والسياسي، مما أدى إلى التفريط في استقلاله ووحدته وسيادته وسلامة حدوده وأراضيه.

■ تأكد عدم رغبة المحيط الإقليمي والدولي في وضع حد للحرب في هذا الظرف، لاعتبارات متباينة، وتوظيف معطياتها، وإدارة أطرافها المصطرعة حول السلطة والنفوذ والامتيازات والإفلات من المساءلة، بما يتوافق مع توجهاتها الاستراتيجية ومصالحها.

■ وقد كشفت مجريات الحرب توريط أطرافها للسودان وشعبه في مستويات غير مسبوقة من التدخلات الإقليمية والدولية، وتأثيراتها المؤججة للصراع، بدافع تضارب المصالح والأولويات، وأصبحت بلادنا وفق ذلك ساحة لإعادة تموضع وتوزيع النفوذ، وحلبة لاستقطاب الاصطفاف الإقليمي والدولي المرتبط بالسودان وموقعه ضمن خارطة النفوذ والصراعات حول البحر الأحمر والقارة الإفريقية والقضية الفلسطينية، وهو ما أدخل السودان إلى دائرة الضوء وفق أولوياتها، رغم وصف حربه المدمرة ومآسيها بـ”الحرب المنسية”.

■ وفي ظل التصعيد والتعبئة القبلية والجهوية والعنصرية، والتصعيد والتعبئة المضادة، واستخدام أسلحة جديدة، بعد دخول أطرافها سباق التسلح، بما فيها الطيران والمسيرات، دخلت الحرب، كما وصفتها بيانات وتصريحات سابقة، طورًا جديدًا، ومنعطفًا لحرب الاستنزاف، شكل انسحاب قوات الدعم السريع من ولايتي الخرطوم والجزيرة، وما رافقه من كر وفر، وإعادة تموضع وانتشار في ولايات كردفان ودارفور، ضربة البداية لها، واعتبرت قيادة حزب البعث هذا التطور منزلقًا خطيرًا يدفع أوضاع البلاد تجاه السيناريوهات التي تهدد مستقبل السودان، والتي يزكيها تمادي أطراف الحرب في استمرارها، رغم قناعتهما بتبدد فرضية الحل والحسم العسكري، وانحسار تأثير خطابه شعبيًا، من خلال:

◯ 1. إطالة أمد الحرب وتورط أطرافها في مخطط إضعاف النسيج الاجتماعي وتقسيمه:

■ شهدت الآونة الأخيرة تسابقًا محمومًا من طرفي الحرب للاستمرار في التجنيد والتجييش في صفوف الشباب والطلاب ومتقاعدي القوات النظامية لتأسيس المليشيات ذات الطابع الجهوي والقبلي، كل في مناطق السيطرة والانتشار، بلا وازع أو خشية من ارتداداتها على وحدة لحمة النسيج والسلم الأهلي والمواجهات البينية المحتملة بين المكونات، أبناء عمومة أو تعايش تاريخي.

■ تدارس اجتماع القيادة استمرار عمليات التجنيد التي تنفذها قوات الدعم السريع وحلفاؤها، وقيادة الجيش وفلول المتأسلمين، من الحدود مع تشاد غربًا وولايات دارفور وولايات كردفان والشرق ونهر النيل والشمالية، إضافة إلى الجزيرة والبطانة، في محاولة ظاهرها تعويض النقص والخسائر في قوات المشاة والقوات البرية، وباطنها التوجه لإضعاف المجتمع المدني واختراق قطاعات الطلاب والشباب وعسكرة الحياة.

■ إذ تحولت بموجبها القبائل وبطونها والمكونات الاجتماعية إلى أطراف أساسية في صراع القوى المتحاربة، مما أضعف تراث وتاريخ التآخي الوطني وتوازن العلاقات التاريخية للمكونات الاجتماعية في مختلف المناطق، وينذر بإشعال الفتنة وتغذيتها بالتصدعات الرأسية والأفقية، ودفعها باتجاه المواجهات البينية، التي يشعل أوارها تزايد الخلافات داخل معسكر الجيش وحلفائه، لا سيما في شرق البلاد، التي زادت حدة التوترات والاحتقان فيه بالإعلان عن تحالفين عسكريين في غضون أسبوعين بعد مؤتمري (تمنتاي بولاية كسلا، ومؤتمر قرقر على الحدود مع إرتيريا)، وتمدد تأثير انعكاسات خلافات الحركة المتأسلمة، والاختراقات الاستخباراتية والتدخلات الخارجية من عدة أطراف، إضافة إلى الخلافات بين قوات اتفاق جوبا المشتركة وقيادة الجيش حول الحقائب الوزارية والتمويل.

■ وإذا كانت تركيبة ونشأة قوات الدعم السريع تدفعه لنهج التجييش على أسس جهوية وقبلية، فإن استمرار قيادة الجيش في دعم ورعاية وتمويل المليشيا على أسس جهوية ومناطقية، لمواجهة ما تسميه (مليشيا متمردة)، لا يتناقض فقط مع رفعها والفلول لشعاري (جيش واحد شعب واحد) و(الجيش مؤسسة وطنية)، وإنما ينبئ بتورط أطراف الحرب في مخطط تقسيم السودان، المعلن منذ عام 1971، ودور قيادة الجيش والحركة المتأسلمة في تنفيذ ضربة البداية بفصل الجنوب عن الشمال حسب التفاهمات مع الحركة الشعبية بموجب ما عرف باتفاقية السلام الشامل، لا سيما علاقة قيادات أطراف الحرب بالعدو الصهيوني.

◯ 2. اشتداد توجهات معاداة الحريات العامة وحقوق الإنسان:

■ تزايد التضييق على الحراك الطوعي الإنساني، واستهداف الاستخبارات والأجهزة الأمنية للمتطوعين في لجان الطوارئ، والتكايا، وبنوك الطعام والدواء، تزامنًا مع توجهات تخوين الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية.

■ محاولات محمومة لتجريم وتصفية التيار الوطني العريض الرافض للحرب واستمرارها، بالاحتجاز والإخفاء القسري، والبلاغات الكيدية، والاتهامات الجزافية.

■ ابتداع القانون المعيب المسمى بـ”الوجوه الغريبة”، وتوظيف الأجهزة الأمنية والنيابة والقضاء لتنفيذه.

◯ 3. استهداف معسكرات النازحين ومراكز الإيواء والكنابي والتجمعات السكانية:

■ تنفيذ ممارسات عنصرية وانتهاكات لحقوق الإنسان، تحت دعاوى “تطهير الولاية من الغرباء المتعاونين”، و”محاربة المظاهر السالبة”، و”إزالة السكن العشوائي”.

■ استخدام هذه الإجراءات لإعادة تشكيل الخريطة الديمغرافية للمدن والبلدات.

◯ 4. إغلاق التكايا والمطابخ:

■ مع استمرار الحرب والتدمير الممنهج للخدمات والبنى التحتية، وانهيار مؤسسات الدولة، وتراجع أداء المنظمات الوطنية والدولية، تفاقمت الأوضاع الإنسانية والمعيشية.

■ رغم الدور الكبير للمبادرات المجتمعية في تلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء والعلاج والإيواء، أصدرت سلطة الأمر الواقع قرارات بإغلاق أو تقييد نشاط نحو 80% من التكايا والمطابخ (نحو 900 مطبخ في الخرطوم وبعض الولايات الأخرى).

■ فرضت شروطًا تعجيزية لتوفيق الأوضاع، كغطاء لفرض الهيمنة الأمنية والسياسية، وتسييس وعسكرة العمل الطوعي المدني.

■ تعرضت مشافٍ ميدانية ومراكز تطوعية لمداهمات واعتقال العاملين فيها، مع تشديد الرقابة على مراكز الإيواء، خاصة تلك التي تديرها مبادرات نسوية.

◯ 5. مصادرة حرية التنظيم والنشاط النقابي:

■ أصدر مسجل تنظيمات العمل التابع لسلطة الأمر الواقع، قرارًا في أبريل الماضي بإجراء انتخابات النقابات خلال أسبوعين، في مخالفة صريحة لقرار قضائي صادر في نوفمبر 2022 بإيقاف حل النقابات.

■ تؤكد الخطوة تحول النائب العام ومكتب المسجل إلى أدوات لتعزيز هيمنة فلول الحركة المتأسلمة والعناصر الانتهازية، لإنتاج نقابات مزيفة تخدم مصالح قوى الرأسمالية الطفيلية وأمراء الحرب.

■ تمثل هذه الممارسات خرقًا فاضحًا لاتفاقيتي العمل الدولية (رقم 87 و98) الصادرتين عن منظمة العمل الدولية (ILO).

◯ 6. الحصار والتجويع وتدمير البنى التحتية وتحويل السكان إلى دروع بشرية:

■ تتبارى أطراف الحرب في استخدام المدنيين كدروع بشرية، وتحويلهم إلى سوق لتصريف السلع التي تتحكم في دخولها وأسعارها قيادات الحرب، ضمن استراتيجية السيطرة العسكرية والسياسية.

■ تم تعميم ما تتعرض له مدينة الفاشر منذ أكثر من عام على مناطق كادقلي والدلنج وبابنوسة والأبيض، وغيرها من القرى والبلدات.

■ أدى ذلك إلى انقطاع هذه المدن عن العالم الخارجي، مع ندرة وغلاء المواد الغذائية، وغياب الرعاية الطبية، وشح الأدوية، وانتشار الأوبئة وسوء التغذية والجوع، وسط استمرار القصف المتبادل والنزوح، وغياب الممرات الآمنة.

◯ 7. تعيين رئيس وزراء وتشكيل حكومة: “عطية من لا يملك”

■ دفعت أزمة انعدام الشرعية الفريق البرهان للبحث عنها في “خشم البقرة”، بحسب المأثور الشعبي، عبر تعيين رئيس وزراء، بعد أقل من أسبوعين على تعيينه لرئيس وزراء مكلف بزعم تمتعه بكامل الصلاحيات.

■ تجاوزًا لفكاهة المشهد، فإن هذه الخطوة مثلت قفزًا فوق مطلب وقف الحرب، وسعيًا لتبادل الأدوار مع الدعم السريع، لتكريس الانقسام بسلطتي أمر واقع.

■ رد حميدتي بالمثل، بإعلان “الهيئة القيادية لتحالف تأسيس”، كمقدمة لتشكيل حكومة موازية.

■ مرور أكثر من شهر دون إعلان الحكومة أو وزرائها، وتعيينهم بالقطاعي وفق محاصصة ثلاثية بين البرهان والمليشيات والفلول، أكد فشل ما سمي بـ”الحكومة ذات الصلاحيات الكاملة”، وأسقط وهْم “التكنوقراط”.

■ رئيس وزراء بلا مشروعية أو قاعدة شعبية، لا يمكن إلا أن يكون أداة في يد المثلث الانقلابي.

■ جددت القيادة رفضها تشكيل حكومتين بلا مشروعية، واعتبرته منزلقًا خطيرًا نحو تقسيم البلاد، واستدعاءً للتدخلات الأجنبية، وفق ما جاء في تصريحها بتاريخ الأربعاء 19/2/2025.

◯ 8. تفاقم الأوضاع الاقتصادية وتجدد مؤشرات فشل الموسم الزراعي:

■ أكدت الدورة تفاقم التدهور المعيشي والاقتصادي والاجتماعي، خاصة مع انهيار القوة الشرائية للجنيه، وارتفاع أسعار السلع والخدمات، وانعدام أو ندرة المياه الصالحة للشرب والأدوية المنقذة للحياة.

■ ارتفعت الإيجارات، وأسعار النقل والمواصلات والاتصالات، وتعرفة المياه والكهرباء، بعد أن حولتها سلطة الأمر الواقع إلى مصادر جباية لتمويل الحرب وفسادها.

■ اعتمدت السلطة على الاستدانة الداخلية، وطباعة النقود، مقابل الطلب المتزايد على النقد الأجنبي.

■ استعرضت الدورة التقارير الخاصة بفشل الموسم الزراعي، وتراجع إنتاج الذرة الرفيعة والدخن والقمح بنسبة 46% عن العام الماضي، نتيجة النزوح، وتدهور البنية التحتية، وانقطاع التمويل، وانعدام الكهرباء، وغياب الرعاية الصحية، وانتشار الكوليرا، حمى الضنك، وسوء التغذية، مما ينذر بمجاعة وشيكة.

◯ 9. التنظيم أولًا… والإبداع في تصريف الخط السياسي والفكري:

■ في إطار المراجعة الدورية، استعرضت القيادة تقارير العديد من التنظيمات والقطاعات، بالتقييم، وإقرار التوصيات، والتفاعل مع الحلول والمعالجات، لتعزيز الدور النضالي لحزب البعث في مواجهة تداعيات الحرب.

■ جددت القيادة تقديرها لصمود البعثيين وأسرهم، وتماسك التنظيم، والتزامه بخطه الفكري والسياسي، وتحويله إلى تيار وطني عريض ومتنامٍ.

■ دعت إلى المزيد من التكافل بين البعثيين وأسرهم ومجتمعاتهم، والاهتمام بالاشتراكات والتبرعات، وتوظيف القدرات المتاحة بكفاءة، واستكمال القيادات، ورفع مستوى الأداء والفعالية، ورفع التقارير الدورية في مواعيدها.

◯ 10. الإشادة بالأداء الإعلامي والسياسي:

■ أشادت القيادة بالأداء المتميز لمكتب العلاقات الوطنية، وتواصله مع القوى السياسية والاجتماعية، من أحزاب ونقابات وحركة جماهيرية، وإصدار البيان الرباعي المشترك مع أحزاب: الأمة القومي، والتجمع الاتحادي، والمؤتمر السوداني.

■ كما جددت إشادتها بمستوى التطور النوعي المهني لصحيفة “الهدف”، الناطقة باسم الحزب، وتنوع وتوسع ملاحقها، وتحولها إلى منبر منفتح على القوى الشعبية وصوت لمن لا صوت له.

◯ 11. الثقة في الشعب وإرادته:

■ جددت دورة الاجتماع ثقتها في انتصار إرادة الشعب، وطلائع قواه الحية من أحزاب ونقابات وحركات جماهيرية ولجان مقاومة.

■ الشعب السوداني، رغم استبداد قوى التخلف، سيظل منتصرًا بتراكم خبراته النضالية، وبتوحده حول أولوية وقف الحرب، وتشكيل أوسع جبهة شعبية للديمقراطية والتغيير.

■ هذه الجبهة ستكون الحائط المنيع ضد الحرب، وضد الحلول الفوقية الزائفة، والتدخلات الأجنبية، وستسند نضال شعب فلسطين وتحرير العراق، وقضايا المحيط الإفريقي، وأمن البحر الأحمر.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.