
#ملف_الهدف_الثقافي
“بابنوس” رواية جديدة صدرت عام 2025 عن دار “الآن ناشرون وموزعون” للروائية الأردنية سميحة خريس، وهي مهداة لروح الكاتب الكبير الطيب صالح.
تتناول الرواية الصراع الدائر في إقليم دارفور بالسودان، مُعالجةً إياه بأسلوب فني متماسك ولغة سرد عذبة، بالإضافة إلى حوارات باللهجة الدارجة. تستكشف الرواية أسباب هذا الصراع والأيدي الخفية التي مهدت له وأشعلت فتيله، دون أن تغفل عن دور الدول الغربية التي تتستر بلباس الحضارة في تأجيج هذا الصراع، مستفيدةً من مصالحها في المنطقة، وعلى رأسها خطف الأطفال واستعبادهم بأشكال مختلفة.
تزخر الرواية بشخصيات توالدت جيلًا بعد جيل، عانى أغلبها من قسوة العيش والفقر والجوع والموت بسبب الأمراض. كما تتناول الرواية معاناتهم جراء الصراعات السياسية والحروب التي فتكت بالمكان، بالإضافة إلى اختطاف الأطفال وترحيلهم إلى باريس للعمل في الدعارة. يُظهر المقتطف التالي جانبًا من هذه المأساة: “قدّم ألكسندر تنازلات في السعر الذي طلبه لقاء بيع الشاب والفتاة، إلا أن القوادات ومالكات دور الدعارة فضّلن الابتعاد عن المشاكل. تحاول باريس لملمة ظاهرة الرذيلة فيها، وتقنينها، والحد من آثارها، في إجراءات وصفها وزير الداخلية بعملية تنظيف حارات فرنسا من نفايات المجتمع.”
لم تخلُ الرواية من قصص الحب التي تلامس واقع الإنسان هناك، حاملةً بين طياتها أملًا بالأمن والسلام، كقصة “فاطمة” المتيمة بالشاعر البوهيمي “السر”: “يبدو في ارتباكها ووهن صوتها وهي ترسل له الكتب معنا، ثم لا يرد ولا يجيء. لا أعرف الأسباب التي تجعل فتاة مثلها تنتظر وهمًا مثله، لكن ربما هو الحب المجنون الذي نقرأ عنه في قصائد عنترة، والذي طيّر عقل السر نفسه من أجل تاجوج التي تزوجت سواه، تاجوج الحلة معشوقة السر قبيحة غير جديرة بالقصائد، لا يلائمها إلا هوى البخيت زوجها البدين.”
Leave a Reply