
بقلم: د.امتثال بشير
#ملف_الهدف_ الثقافي
يتسيد الموقف ويتقافز السؤال المحوري والجوهري؛ حول ماهية دور الشباب في بناء الوعي المجتمعي والمساهمة في إنهاء الحرب في السودان؛ وإحداث التغيير المنشود..
يمر السودان بجملة أزمات متلاحقة، وصراعات مسلحة مزّقت النسيج الاجتماعي ودمرت البلاد، من هنا يبرز دور الشباب كقوة محورية في إعادة بناء المجتمع ونشر ثقافة السلام؛ فهم يشكلون النسبة الغالبة من سكان السودان، حقًا نحسبهم ضحايا للحرب العبثية؛ نسبة للأثمان الباهظة التي دفعوها والمرارات التي تجرعوها، وبالمقابل فهم أيضًا الأمل المعقود على الإسهام في إنهائها؛ وهم صناع المستقبل الواعد للعباد والبلاد.
عانى الشباب السوداني بشكل مباشر من آثار الحرب، عبر النزوح، أو بفقدان فرص التعليم والعمل، أو حتى بالمشاركة القسرية في النزاعات المسلحة. لكن رغم هذه المآسي، لم يتراجعوا عن أداء دورهم الوطني. فقد برزت مبادرات شبابية عديدة طوعية وإنسانية تعمل على تقديم الدعم للنازحين، ونشر الوعي الصحي، وتوثيق الانتهاكات، والدعوة لوقف الحرب عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. بوعي متنامي أدرك كثير من الشباب؛ أن الحل لا يكمن فقط في وقف إطلاق النار، بل في بناء وعي مجتمعي جديد، يقوم على احترام الآخر، ونبذ خطاب الكراهية، ونشر ثقافة الحوار. فأسسوا منظمات مجتمع مدني حقيقية لدعم النازحين، وشاركوا في حملات توعية حول أهمية السلام، والتعايش السلمي، والمشاركة السياسية السلمية، ما عزز من دورهم كمحفز حقيقي للتغيير، أساسه القاعدة الشعبية.
تبارى الشباب في توظيف واستخدام التكنولوجيا لتعزيز الوعي عمومًا، لا سيّما السياسي. فالإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي أضحت أدوات فعالة لنشر الرسائل التوعوية وكشف الأكاذيب الإعلامية والدعوة للسلام. بجانب الدور المباشر في ربطهم واستمرارية التواصل ببعضهم البعض، مما خلق حوارًا وطنيًا فاعلا.
منذ بواكير اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة، أثبت الشباب السوداني قدرته على قيادة الحراك السلمي وتحقيق التغيير. ومايزال التحدي سيد الموقف؛ ولكن بصيغة مختلفة؛ فالمطلوب ليس فقط إيقاف الحرب، بل بناء سودان جديد، وهذا يتطلب وعيًا وإرادة وعملا جماعيًا طويل المدى.
الواقع الراهن يحتم على الشباب ويحرضهم على القيام بدور الوسيط بين الأطراف المتنازعة، والضغط عبر القنوات السلمية، والعمل على المصالحات المجتمعية، والإسهام في إعادة الإعمار في المستقبل القريب.
أظهر الشباب دورًا حيويًا مهمًا وقدرة فائقة على التعبئة والتأثير في الأحداث السياسية والاجتماعية في البلاد.
رغم تفاقم الأزمات والانقسامات، يبقى الشباب السوداني حاملا حقيقيًا لأحلام السودان. فبدون وعيهم لا يمكن إنهاء الحرب، وبدون مشاركتهم لا يمكن بناء السلام. هم صوت الحق والتغيير، وضمير الوطن، ونواة للمستقبل الزاهر.
Leave a Reply