تجارة الخرافة

بقلم: سهيلة بورزق
#ملف_الهدف_الثقافي
في كثير من السياقات التاريخية، تسلّلت الخرافة إلى الممارسة الدينية، إما عن طريق التأويلات الشعبية أو بفعل الجهل والفقر المعرفي، فتحوّلت بعض الطقوس الدينية إلى ممارسات خرافية تُخالف جوهر النصوص الدينية الأصلية. ومن الأمثلة على ذلك ربط بعض الناس بين أحداث طبيعية و”غضب إلهي” دون سند ديني أو علمي، أو اعتماد تمائم وأدوات تُنسب لها قدرات خارقة يُظن أنّها تقرّب الإنسان من الغيب أو تحميه من الشرور.
ومع ذلك، لا يمكن اختزال العلاقة بين الدين والخرافة في التعارض المطلق، إذ أنّ بعض الباحثين يرون أنّ الخرافة على الرغم من لا عقلانيتها قد تكون، في مراحل تاريخية معينة، مدخلا نفسيًا أو اجتماعيًا لفهم بعض مفاهيم الدين لدى العامة، أو وسيلة تعبير عن الحاجة الإنسانية للأمان والطمأنينة في مواجهة المجهول. غير أنّ الفارق الجوهري بين الدين والخرافة يكمن في طبيعة المرجعية؛ فالدين يستند إلى وحي ونصوص مؤسسة، ويخضع لتأويل منهجي وتاريخي، بينما تعتمد الخرافة على الحكاية المتوارثة والتصور الشعبي الذي لا يخضع غالبًا للنقد أو الفحص. لذلك، فإنّ تعزيز الوعي الديني والتفكير النقدي يُعدّان من أبرز الوسائل لمواجهة تغلغل الخرافات في الخطاب والممارسة الدينية، خصوصًا في المجتمعات التي تعاني من ضعف التعليم أو سيطرة الفكر السطحي.
كاتبة من الجزائر

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.