السودان.. امتداد تراثي لـ 500 عام

بقلم: حسن أحمد حسن
#ملف_الهدف_الثقافي

تميز المجتمع السوداني بتباين تراثه الفني واختلافه، بين جزئيات طفيفة لا تكاد تُرى بالعين المجردة، وذلك يمثل إثراءً يشبه ألوان الطيف، يزينه جمال يبدو للناظرين كلوحة فنان مرهف، يعبر عن ما يجيش بخاطره من مشاعر أجاد توصيفها أيما إجادة. ويكون تبيان ذلك كمثال لتراث (العرضة)، وهي رقصة قديمة امتد تراثها منذ حضارة كوش قبل حوالي 3500 عامًا قبل الميلاد، مُثلت في جداريات مروي القديمة، وتتمثل في المناسبات السعيدة كحفلات الزواج. وامتد أثرها بشكل تعاطي إيجابي متواصل طوال قرون في شمال ووسط وشرق وغرب السودان، وهي تمثل تعبيرًا عن الاحتفالية الرجولية المرتبطة بالعروبة تحديدًا، وشكلًا من أشكال الفروسية والتراث الذي يرمز للإقدام وتحدي الصعاب، ومن جانب آخر هي فن يسلي ويروح عن النفس، ويتشارك في ذلك كثير من الشعوب العربية، في صعيد مصر والخليج والشام. وتمثل لهم رمزية تراثية تعبر عن الانتماء لأمتهم العربية وثقافتهم الممتدة عبر آلاف السنين، وهي جزء أصيل من عموم الحضارة الإنسانية.

العرضة كذلك فن شعبي تراثي خليجي، اشتهرت به العديد من القبائل في منطقة الخليج العربي، وخاصةً في السعودية والكويت والإمارات وعمان وقطر والبحرين. تختلف تسمية العرضة من منطقة إلى أخرى، ففي السعودية تعرف بالعرضة النجدية أو العرضة السعودية، وفي الكويت تسمى “العرضة” أو “الحدوة”، وفي الإمارات تسمى “العيالة”، وفي عمان “الحشمة”، وفي قطر “الرزيف”، وفي البحرين “العرضة”.

تاريخيًا، كانت العرضة فنًا حربيًا يُؤدى لإثارة الحماسة والتباهي بالقوة قبل المعارك، أو للتعبير عن الفرحة بالنصر بعدها. ومع مرور الوقت تحولت إلى فن شعبي يُؤدى في المناسبات والأعياد والاحتفالات، وتستخدم فيها السيوف والطبول والدفوف.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.