
بقلم: منعم مختار
#ملف_الهدف_الثقافي
الرق والعبودية من الظواهر السلبية التي تسببت في اضطهاد واستعباد ومعاناة الآلاف من الأشخاص وإجبارهم على العمل أو الخدمة دون رغبتهم، وغالبًا ما يصاحب ذلك معاملة قاسية وسخرة واستغلال. حدث ذلك على مر التاريخ وفي مختلف أرجاء المعمورة.
فالحضارة الفرعونية في مصر شهدت فترات من الاستعباد والاسترقاق، ولم تخلُ حضارة اليونان القديمة من صفحات سوداء سُخِّر فيها الخدم والعبيد في الزراعة والبناء وخدمة الأثرياء والترفيه عنهم. أما في روما، فكان الرق والعبودية جزءًا من المجتمع، حيث استُغل الرقيق والعبيد في الزراعة والبناء وخدمة أسر وعوائل الأثرياء.
في أوروبا وأمريكا، حدثت مأساة تسخير الأفارقة والآسيويين من قبل الرجل الأبيض في قصص وحكايات يشيب لها الولدان. في المقابل، ومع بزوغ فجر الإسلام ونزول القرآن على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، بدأت محاربة الرق والاستعباد تدريجيًا في المناطق التي سكنها العرب. واستُرق فيها أسرى الحروب ومن بيع في فترة راجت فيها تجارة الرقيق في أسواق تلك البلدان، عملت النصوص القرآنية وتشجيع الرسول والصحابة على حسن معاملة العبيد والحث على تحريرهم.
أما في السودان فقد روّجت بعض الأقلام لتعامل بعض السودانيين في تجارة الرق. أثار محمد محمود ود. عشاري بعد الحادثة البشعة التي تمثلت في حرق أفراد من قبيلة الدينكا في قطار عند محطة الضعين من قبل بعض قبائل من دارفور ما أسمياه بعودة الرق للسودان. أثار الكراس الذي أصدراه إبان الديمقراطية الثالثة ضجة، ولم يتم أي تحقيق من جهات رسمية يضع حدًا حول تلك الادعاءات.
السياسي الجنوبي أبيل الير تعرض في مقدمة كتابه “التمادي في نقض العهود” لوقوع حالات استرقاق حددها بالاسم، وكسابقاتها ذهبت أدراج الرياح.
أهمية التعامل الجاد مع موضوع الاسترقاق:
- موضوع خطير يمس الوطن وسمعته.
- يضع كثيرًا من السودانيين موضع اتهامات خطيرة.
- يوسع الفرقة ويؤجج نيران الكراهية والعنصرية.
- لا بد من أن يكون التعامل معه جادًا ومن أعلى المستويات.
- يبدأ بالاستقصاء الصحفي والجنائي ليتوج بنتائج حاسمة.
العبودية الحديثة:
- رغم إلغاء العبودية رسميًا في العديد من البلدان، إلا أن آثارها لا تزال موجودة حتى اليوم.
- هناك أكثر من 50 مليون إنسان في العالم اليوم يقعون ضحية لما يعرف بالعبودية الحديثة، ممثلة في الاتجار بالبشر، العمل القسري للأطفال، استغلال العمال المهاجرين، الزواج القسري وغيره.
في الختام، يظل موضوع الرق والعبودية قضية مهمة تستحق النقاش والاهتمام. من خلال فهم التاريخ والتعرف على تجارب الأشخاص الذين عانوا من العبودية والاسترقاق، يمكننا العمل نحو بناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة.
Leave a Reply