
بقلم: ماجد الغوث
#ملف_الهدف_الثقافي
التصوف عبارة عن علم انقدح من قلوب الأولياء حتى استنارت بالعمل بالكتاب والسُّنة. فكل من عمل به انقدح له من ذلك علوم وآداب وأسرار وحقائق تعجز الألسن عنها، نظير ما انقدح لعلماء الشريعة من الأحكام حتى عملوا بما علموا من أحكامها. فالتصوف عند أهله إنما هو زبدة عمل العبد بأحكام الشريعة الإسلامية إذا خلا من عمله العلل وحظوظ النفس، كما أن علم المعاني والبيان زبدة علم النحو. فمن جعل علم التصوف علمًا مستقلًا صدق، ومن جعله من أحكام الشريعة صدق، كما أن من جعل علم المعاني والبيان علمًا مستقلًا صدق ومن جعله من جملة علم النحو صدق. ولكن لا يعرف أن علم التصوف تفرع من عين الشريعة إلا من تبحر في علم الشريعة حتى بلغ الغاية. فمن دقق النظر علم أنه لا يخرج شيء من علوم أهل الله تعالى عن الشريعة، لأن الشريعة هي وصلتهم إلى الله عز وجل في كل لحظة، ومن لم يتبحر في علم الشريعة يستغرب ذلك.
والقاعدة التي يستند عليها القوم هي: أنه لا يصلح للتصدر في طريق الله عز وجل إلا من تبحر في الشريعة، وعلم منطوقها ومفهومها، وخاصها وعامها، وناسخها ومنسوخها، وتبحر في لغة العرب، حتى عرف مجازاتها واستعاراتها، وذلك لمعرفته علم الحقيقة الذي يقابله علم الشريعة.
ضوابط علم الحقيقة/التصوف:
لا بد لكل فن من فنون العلم من قواعد يضبط بها، فكما للفقه قواعد، وللإعراب قواعد تبنى عليها أحكامها ويرجع إليها في ضبط قوانينه. كذلك لأهل الكشف والتحقيق من الصوفية أصحاب علم الأذواق ضوابط وقواعد ينبني عليها صحيح أمرهم ويعرف بها فاسده من صحيحه، ويرجع إليها عند ورود المشكلات والشوارد والنوادر ولضبط أحكامه ومقاصده.
أهم قاعدة في علم التصوف:
… أن معقولية النسب لا تتبدل، وأن الحقائق لا تنقلب، فإذا كان النعت والوصف ذاتيًا فلا ينقلب إلى غير ذلك، وأن الواجب لذاته لا ينقلب جائزًا، والجائز لا ينقلب واجبًا، والمستحيل لا جائزًا ولا واجبًا ………
يتبع ……
Leave a Reply