
بقلم: هالة حامد
#ملف_الهدف_الثقافي
الصداقة لا تبحث عنها بل تأتي إليك دون موعد أو سابق إنذار، وغالبًا ما تلعب النوايا الصادقة والنقية دورًا في وجود صديق صدوق ووفي. إنها نعمة من نعم الخالق، بلا رياء وبلا نفاق، تكون صداقة أبدية رغم تغير النفوس وتقلب الأحوال.
الصديق الوفي هو كالذهب والألماس، لا يتلون ولا يصدأ مهما حصل. عبر الأزمان يظل هو الملاذ الآمن. وكذلك الصداقة كالنبات الذي يحتاج لرعاية واهتمام لنقطف ثمارها التي تدوم بهذه الرعاية وتكلل بالنجاح.
عندما تأتي لصديق وتخرج كل هواء ساخن ألم بك وكل وجع يصيبك، فترتاح بمجرد البوح له بكل متاعبك وشكواك. ودومًا الصديق المقرب يشعر بك من نبرات صوتك أو حتى بمجرد أنك غبت عنه وهو يدرك تمامًا أنك غير متعود على الغياب عنه لساعات أو يوم كامل. فهنا يأتيك صديقك الصدوق الوفي ليسأل ويطبطب عليك وتشعر حالًا بالراحة ويعرف كل تفاصيلك. وإذا أحلت بك أي مشكلة مرض، يتألم لمرضك ويقف وقفة خالصة لدرجة أنه ينسى أن لك إخوة أو أهل، ويكون كل همه إسعادك. أو فرح يسعد لفرحك ويشاركك بكل التفاصيل لهذه الفرحة وتجده شغوفًا باكتمال هذه الفرحة لتمر على خير، ولا يهدأ له بال إلا وهو يصول ويجول حولك ولا يترك شاردة أو واردة ليتمم عليها. أي صديق هذا، أو يمكن أن يكون رب أخ لم تلده أمك، وحقًا هنيئًا لك بهذا الصديق الذي يتغلغل بدواخلك.
هل لكم صديق مثله؟ وهل يجود الزمان بمثل هذا الصديق؟!
عادة نجد أصدقاء علاقتهم هشة، من أول موقف يتخاصمون، ولكن الصديق الحقيقي من يتقبلك بكل حماقاتك وتفاصيلك التي ربما تزعج زوجًا أو أهلًا، فكيف لهذا أن يطوع نفسه ليكون بلسمًا وقت الشدة؟ وأحيانًا تتعلم منه الصبر والصفات الجميلة. لهذا لا تعتبروا كل من كان بقربك هو صديق، يمكن أن يكون رفيقًا للحظات أو شهور، ولكن الصديق هو الذي يبرك فيه ابنك أو ابنتك ويواصل من انقطع بعد موته. أنعموا بأصدقاء يستحقون كل لحظة يكونوا معكم.
وأحيانًا يكون لك عدد من الأصدقاء تحسب أنهم جميعًا مثل بعض وتكون دومًا في مقارنات مع هذا وذاك، ولكن تأكد أن بهذه الزحمة لك واحد أو اثنان أوفياء، والأغلب هو واحد من يتفق معك ويكون قريبًا جدًا إليك، تفرح له بنجاحه وتشاركه له بإخلاص وحب لا مثيل له. هذا بشر أم ملاك؟
وصيتي: تمعنوا في أصدقائكم وميلوا لصاحب الصفات التي تحتاجها، والذي يحتويك بكل أحاسيسه ولا يتحمل ألمك أو تعبك، هو هذا الصديق الذي نتمناه.
دمتم أصدقائي الأوفياء… ودمت صديقي الوحيد الوفي…
Leave a Reply