أريد شفائي

بقلم: ياسر عوض

#ملف_الهدف_الثقافي

أريد شفائي

أريد شفاءاً .
شفاءاً منك يا بلادي .
لا احتاج وصفة اعشاب
او طبيب ،
ولا احتاج ساحر .
كل ما علي أن أكف عن حبك،
عن استنشاقك، عن الركض خلفك .
و عن إحتضانك.
وعن كونك في الغربة الدليل.
ليس أمراً مستحيل ،
اولا ساصنع لنفسي بلاداً جميلة تشبهك
جبلاً وبحيرة ونيل،
ومناخات فيها كل الفصول
واغنيات ترددها الريح وتحملها الحقول
ساصنع اناساً طيبين
يبتسمون في وجه الموت
ويقولون إنا لله وإنا إليه راجعون.
ساصنع لنفسي الوقت،
الوقت اللازم لحركة النجوم .
الوقت اللازم لمعالجة الأفول.
ساصنع بيوتاً من حنين ،
تعانقها المجرات ولا ترضي بالصهيل.
وشوارع من صلصال يشكلها العابرون.
واشجاراً من الايدي تلوح للقادمين.
واطفالاً من الحب الذي تبقي في اليدين
وزواجاً يمكن ان يكون.
ومأزنة يؤمها المصلون في العشاء الأخير.
ساصنع قارباً يبحر في سماء الاصيل
ساصنع ثورة لا يهمها سؤال البديل
وظلاً ثابتاً لا يميل .
ساصنع في بلادي اشواقاً لا يعتريها الخمول.
اما العزلة فلا مكان لها في زمني.
ساصنع اصدقاءاً رائعين مثل اصدقائي .
أحبهم شهراً واحداً لا أكثر
لان الحب يؤذي.
شهراً واحداً ليس بالقليل،
شهر كافي لترميم جراحات الروح
هو وقت كافٍ تماماً للبوح،
و للنقاشات حول الحداثة ،
والبكاء علي عتبة الحبيبات اللواتي غادرن،
إخوات يوسف يبحثن عن بعير كيل
في ازمة مناحات الحقول،
تداول امور السياسة والتحولات ، ازمة الحواكير التاريخية في السودان،
الآخر و القبول.
يمكن لكل الكلام الذي قيل أن يتجمع في شهر واحد لتشتعل شرارات البروق .
سأغطيك بكل الشرارات تلك.
نعم قد صنعتك يا بلادي حبيبة لا تغادر .
ساصنع صمتاً رائعاً . أدفي روحي بالحديث الذي لن يقال .
سأحرق تلك اللغة
التي استخدمها العاشقون .
ستقرأين كلمات الحب التي لم انطقها في عيوني .
ستفهمين إني أحبك عندما أردد لم يبللنا المطر كفاية .
شهرواحد فقط قادر علي صياغة الحياة القادمة . ساعطيها لك .
إفعلي بها ما تشائين : خبئيها في تأويلات القراءة ، دثريها بالغيوم ، أو احرقيها في لهيب العناق .
فقط أريدك بلاداً واضحة المعالم .

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.