هل سيفجر التنافس الإقليمي والدولي علي موانئ البحر الاحمر حربا عالمية أخري (3 – 3)

✍️ د. عصام علي حسين

يقع ميناء ابوعمامة على ساحل البحر الأحمر وعلى بعد 200 كيلومتر شمال مدينة بورتسودان،

وقد سبق لحكومة بورتسودان الانقلابية أن وقعت في يوم 14ديسمبر 2022م ممثلة في وزير ماليتها ومجموعة شركات أسامة داؤود ودولة الإمارات اتفاقية منحت في حينها الامارات حق تشييد ميناء أبو عمامة علي شاطئ البحر الأحمر بتكلفة إجمالية بلغت 6 مليار دولار ونصت الإتفاقية في علي بناء منطقة تجارة حرة ومشروع زراعي بمساحة 400 الف فدان في منطقة ابوحمد بولاية نهر النيل وكذلك وديعة مالية في بنك السودان المركزي بلغت 300 مليون دولار

جاءت هذة الخطوة بعد تنفيذ مخطط إستهدف ميناء بورتسودان في العام الذي سبق التوقيع (2021) والذي تم اغلاقه لأكثر من 40 يوما بواسطة مجموعات قبلية تتبع للناظر محمد الامين ترك وبإيعاز من المكون العسكري داخل حكومة الفترة الانتقالية آنذاك بهدف إلحاق الخسائر الفادحة وإخراج الميناء من سوق الملاحة البحرية إيذانا بتدميره وتمرير مخططهم الخبيث.

والواضح أن للامارات استراتيجية للسيطرة على الموانئ الخليجية وموانئ البحر الاحمر وقد سبق لها السيطرة على ميناء عدن وجزئيا علي ميناء عصب الاريتري وميناء جيبوتي قبل إلغاء الاتفاق بواسطة الحكومة الجيبوتية بسبب ما وصفته الشروط المجحفة، كما الغي البرلمان الصومالي في العام ٢٠١٨ اتفاقه مع الإمارات لإدارة ميناء بريره لمخالفته لدستور الصومال وقانون الاستثمار، وقد سبق لإندونيسيا ايضا الغائها لعقدها مع الإمارات لتشغيل ميناء جزيرة جاوا.

إن السعي الحثيث لدولة الإمارات للسيطرة على الموانئ البحرية لا تخفي نيتها علي امتلاكها وسائل وأدوات خنق اقتصاديات الدول النامية لاغراض سياسية واستخباراتية تهدف إلي تهديد الأمن القومي ولربما تقف من خلفها دول استعمارية كالكيان الصهuوني كما شاهدنا ذلك سابقا في مبادراتها لحل مشكلة اراضي الفشقة علي الحدود السودانية الإثيوبية.

أن توقيع الحكومة الانقلابية علي هذا النوع من الاتفاقيات يعتبر انتهاك لسيادة البلد وأمنه القومي واستباحة لشواطئه وموارده وأرضه يبرهن أنها غير مؤتمنه علي حقوق الشعب لان اتفاقية من هذا القبيل الذي تقرر في مستقبل البلاد وشأنها العام لا يمكن أن تتم إلا في ظل حكومة شرعية وبعد أن تمر عبر مؤسسات الدولة المختصة وإجازتها عبر برلمان منتخب ولكن البرهان وزمرته ما زالوا يتلاعبون بسيادة البلاد ومواردها وشواطئها وأمنها القومي مكافئة لحلفائهم من دول المحاور واسيادهم الامبرياليون وطمعا منهم في تحقيق طموحهم الذاتي والجلوس على كراسي السلطة علي حساب تطلعات مشروع الشهداء واشلاء الجرحي والمفقودين.

إن لهاث دولة الأمارات وسعيها الدؤوب للحصول علي ميناء أبوعمامة ودخول شركة موانئ أبوظبي بكل ثقلها ونشاطها المرتبط بإسرائيل، كل هذا يفضح الجانب المسكوت عنه في الصفقة المريبة والتي تم تمريرها في غياب مؤسسات الدولة السودانية التي تتم استباحتها علناً لصالح جهات ودوائر مخابرات عالمية تعرف ماتريد تحقيقه من مثل هذه الصفقات والتعاقدات المشبوهة.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.