
✍️ أ. ليندا الحضري
في إطار سلسلة حلقات الرؤية الفنية لإعادة الإعمار نسلط الضوء هذه الحلقة حول إعادة اعمار المنشآت الصحيه لما لها من أهمية تضعها في قمة أوليات المرحلة القادمة.
فبعد سنوات من الحرب العبثيه التي أثرت بعمق علي مختلف جوانب الحياه في السودان
يأتي ملف الصحه كأحد اهم الأولويات التي تحتاج الي تدخل عاجل ومنظم فقد دمرت الحرب عددا كبيرا من المستشفيات والمراكز الصحيه، والمعامل المختبرية ومصانع الأدوية وغيرها وتسببت أيضا في نزوح اغلب الكوادر الطبية المؤهلة والمدربة، وانقطاع الإمدادات الحيويه، مما زاد من معاناه المواطنين خاصة في المناطق العاصمة والولايات المتأثرة بالحرب والمناطق النائيه ومخيمات النزوح.
فقطعا إعمار القطاع الصحي لايعني فقط إعاده بناء الجدران ، بل يتجاوز ذلك الي نظام صحي قوي ومتين، يلبي احتياجات المواطن ويكون قادرا علي الصمود في وجه الازمات المستقبليه، إن التحديات الصحيه الناتجه عن الحرب المتثلة في الأمراض المعديه ،ونقص التطعيمات ، سوء التغذيه، والاضطرابات النفسيه وغيرها و التي لايمكن التعامل معها إلا من خلال نظام صحي فعال وشامل.
لذلك تقوم الرؤيه المستقبليه علي خمسه اهداف استراتيجيه وهي :
-إعاده تأهيل المنشأت الصحيه المتضرره.
-ضمان الوصول العادل للخدمات الصحيه الاساسيه في كل الولايات.
-استعاده الكوادر الطبيه المدربه ودعمها مهنيا ونفسيا.
-تحسين نظم الإمداد الدوائي والتجهيزات الطبيه.
-بناء نظام صحي resilient قادر علي الصمود والاستجابه للازمات.
وتتطلب هذه الرؤية تنفيذها علي عدة مراحل متزامنة ومترابطة مع بعضها البعض وتضم المرحلة الأولي الاستجابه الطارئة من الفتره بين (٣_٦ أشهر)
يتم التركيز فيها علي تقييم الاضرار وتوفير الرعاية الطارئة. وإنشاء مراكز صحيه مؤقته خاصه في مناطق النزوح.
وترتكز المرحله الثانيه علي بث الوعي وإعاده التأهيل في مده مابين (٦_١٨ شهرا)يتضمن فيها ترميم المستشفيات وتوفير البنية التحية من الكهرباء والمياه وشبكة الصرف الصحي، وتأهيل الكوادر الصحيه بشكل عاجل.
اما المرحله الثالثه فهي خاصة بإعاده البناء والتطوير (من سنتان فأكثر) تشمل المرحله بناء مرافق جديده ، وإدخال التكنلوجيا الحديثه ، توسيع التأمين الصحي.
بالتأكيد أن هذه الرؤية ستواجه تحديات ومعوقات فاعادة الاعمار والبناء ليس مفروشا بالورود فاهم هذه التحديات تتمثل في نقص التمويل وستمرار النزاعات في بعض المناطق كذلك هجرة العقول الطبيه المصحوبة بضعف الرقابه علي تنفيذ المشاريع لذا يستوجب الأمر انشاء صندوق وطني لاعمار الصحه بأشراف مستقل وإشراك المجتمع المحلي وأصحاب المصلحة في تخطيط واداره المراكز الصحيه وكذلك في التقييم والمتابعة.
ايضا لابد من التعاون مع المنظمات الدوليه ك منظمه الصحه العالميه والهلال الأحمر والصناديق المانحة لتوفير التمويل اللازم والدعم الفني.
كما من الضرورة تبني منهج الشفافيه والعداله في التوزيع وأعاده الأعمار.
وفي الختام اري ان إعمار النظام الصحي في السودان هو حجر الأساس لبناء مجتمع سليم ومنتج، فالصحه ليست رفاهية بل هي حق اساسي لكل مواطن وضمانه هو أول خطوه في طريق السلام والتنميه المستدامة.
Leave a Reply