كلمة “الهدف”: جريمة فض الاعتصام تمهيد قوى الردة والفلول لح-ربها العبثية على السلمية بعد فشل الانقلاب

إذا كان الهروب من المساءلة عن الج-رائم المرتكبة بحق الشعب، وفي مقدمتها ج-ريمة فض اعتصام القيادة في 3 يونيو 2019، الذي تمر ذكراه، هو أحد دوافع الفلول وقوى الردة الانقلابيين لتنفيذ ردة 25 أكتوبر 2021، وح-رب 15 أبريل 2023، لأجل الاحتماء بالسلطة؛ فإن النتائج المترتبة على ذلك، والمتمثلة في شيوع الإفلات من العقاب، وازدهار المليشيات، وانتشار السلاح، والج-ريمة المنظمة، في إطار عسكرة الحياة، في مقابل عنفوان الحراك السلمي واتساع قاعدة المشاركة المقترنة بوعي التنظيم، هي الأخطر.

ويبدو أن معسكر قوى الح-رب قد استشعر خسارة الح-رب وتبدد الآمال في فرضية الحسم عسكريًا، فآثر – كلٌ منها – أن يهد المبنى كله تحت شعار: “علَيّ وعلى أعدائي”، بأسلوبه الخاص، ضمن استراتيجية إطالة أمد الح-رب قدر الإمكان، بالتناغم مع انكشاف عدم رغبة “المجتمع الإقليمي والدولي” في إيقافها، على غرار الح-رب بين الهند وباكستان، أو بين المشروعين التوسعيين، الص-هيوني والفارسي.

إن التطور الاستثنائي في تناسخ المليشيات بغير حد، وما يترتب عليه من انفراط الأمن بشكل غير مسبوق، يهدد بعرقلة مساعي إنهاء الح-رب العبثية واستعادة الأمن، كما يهدد السيادة والوحدة الوطنية. فالوضع الأمني يكشف عن خروج المليشيات القديمة والمستحدثة عن السيطرة، والتلويح بالانسحاب أو الانتقال إلى الخندق الآخر لجني مكاسب مادية أو سلطوية أو الاثنين معًا، وانكشاف ضعف مركز البرهان إزاء مناوراتها.

إن تناوب أطراف الح-رب في وضع العراقيل أمام جهود وقف الح-رب، وإيصال المساعدات، وحماية المدنيين، رغم تبدد رهانها على الحسم العسكري، لا إطالة أمد الح-رب، ما هو إلا المستوى الثالث، بعد انقلاب 25 أكتوبر، والح-رب في 15 أبريل، لتآمرها على الحراك السلمي ذي الطابع الثوري، الذي عبر عن عنفوان وزخم انتفاضة ديسمبر، واتساع نطاق المشاركة الشعبية، كأوسع وأطول حراك سلمي شهدته الإنسانية في العقود الخمسة الماضية، كما جاء في بيان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، غطاءً للتوسع في الانت-هاكات وسط المدنيين، التي ترقى إلى مستوى ج-رائم الإبادة الجماعية وج-رائم ضد الإنسانية، واستعانتها بالتشريعات المعيبة، وتسخير الأجهزة الأمنية والعسكرية، والشرطة، والقضاء، والنيابة، للنيل من الخصوم السياسيين، والتيار الوطني العريض المتنامي الرافض للح-رب، بالتوازي مع استمرارها في التعبئة والاستقطاب الجهوي والقبلي، بخطاب موغل في التخلف والعنصرية، واستيزار أمراء الح-رب وقادة المليشيات، في مفارقة غير عادية لتقاليد الحكم ومواصفاته.

إننا نثمّن جهود أحزاب البعث، والأمة، والتجمع الاتحادي، والمؤتمر السوداني، التي أصدرت بيانها المشترك أمس، في استجابتها للتحديات الراهنة، ونتطلع منها للمزيد من الخطى، مثلما نتطلع لانضمام المزيد من القوى السياسية والاجتماعية والديموقراطية ومكونات الحركة الجماهيرية، إلى بادرة التنسيق، وصولًا إلى الجبهة الشعبية العريضة للديموقراطية والتغيير، لحشد قوى الشعب الحية، للتصدي للانقلابيين وأمراء الح-رب والمستثمرين فيها، بممارسة أقصى الضغوط على معسكرها، من أجل وقف غير مشروط لإطلاق النار، وإيصال المساعدات والخدمات الضرورية لمستحقيها، لاستعادة الانتقال والتحول الديموقراطي بسلطة مدنية، على قاعدة الحرية، والسلام، والعدالة، والنظام الديموقراطي التعددي، المستدام بالتنمية المتوازنة، وسيادة حكم القانون، وعدم الإفلات من المساءلة والعقاب.

المجد للشهداء الأكرم منا جميعًا
النصر لإرادة الشعب وحراكه السلمي الديموقراطي
لا سلطة لغير الشعب، ولا وصاية على الشعب، وأحزابه، ونقاباته، ونضاله السلمي الديموقراطي

حزب البعث العربي الاشتراكي
كلمة الهدف
2025/6/30

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.