
بقلم: د. امتثال بشير
“يمكن للمرء أن يفعل ما يشاء؛ لكنه لا يستطيع أن يريد ما يشاء.” — آرثر شوبنهاور
القدم بالقدم؛ والكتف بالكتف. لم تعد هناك دكة للمتفرج. تحاذت الصفوف واستقام الجمع، نساءً ورجالًا، بتكبيرة عمّت فضاء الوطن. لا مكان لمتقاعس عن أداء الواجب، الذي يتنافس على سبقه القيام به حدّاة المجتمع لينهض كما العنقاء.
المبادرة بصنع محتوى خاص بالمرأة تُنبئ عن عمق الوعي بضرورة تفعيل النصف الآخر من مجتمعاتنا، الذي لم توفر قوى الظلام والاستبداد سبيلًا لاعتقاله بل لاجتثاثه، بما يخالف كل الشعارات العقائدية التي يتاجرون بها.
إن الدور الذي نتطلع لأن تضطلع به المرأة في بلادنا يتوجب على كل أسرة، وبمنطق فرض العين، خلق بيئة حاضنة وداعمة وحامية لحراك المرأة: تعليمًا وتنظيمات، وعدالة في الإنصاف توازي المكانة التي أوصانا بها قائدنا وقدوتنا محمد، عليه أفضل الصلاة والسلام، إذ أخرجنا برسالته الخاتمة من الظلمات إلى النور بكل ما جاء به الوحي. ومن قبل نزول قوله تبارك وتعالى: “…وإذا الموؤدة سئلت…”، أو بالمكانة التي ينبغي أن نقرها، وهي الأحق بحسن صحابتنا، والأحق بقول الشاعر:
“وإذا النساء نشأن في أمية
رضع الصغار جهالة وتخلفا”
فالجهالة لا تقتصر على الأمية فحسب، بل تتعداها لمفاهيم بالية تعتقل طاقات المرأة – نصف المجتمع – في غياهب جدران اللا تنظيم والفهم القاصر للواجبات المنزلية.
إن رعاية المجتمع لمشاريع كسر القيود التي تطلق طاقات النساء في بلادنا لا بديل لها إن سعينا لتجاوز الأزمات التي حاقت ببلادنا، لا سيما الحرب الراهنة. ولا يفوتنا أن نذكر باعتزاز دور الأسرة في حراك ثورة ديسمبر المجيدة؛ ومتاريس الأحياء، تلك المساهمة النضالية الممتدة في صفحاتها الأخيرة من ديسمبر، وما كان لها أن تحقق كل ما تم في أبريل لولا الحاضنة الأسرية في الأحياء.
لتكن مبادرة “الهدف” وتوقيتها – في زمن تعالت فيه أصوات القذائف على كلمة الحق – تجديدًا للانتفاضة على طريق الثورة.
المرأة عودتنا دائمًا أنها كالغصن الرطب، تميل إلى كل الجوانب الإنسانية دون أن تنكسر؛ تصنع الحياة لمن حولها؛ تُسعدهم لتُشقى هي؛ تمنحهم الحب بلا مقابل وهي أحوج ما تكون إليه؛ تضم وتحتوي من حولها بأوجاعهم وآلامهم لتُخففها لا لتُزيلها بالكامل. المرأة جُبلت على العطاء بلا حدود؛ فهي ممكن السعادة ومستودع التماسك والقوة. تنشر المحبة وتشيع الطمأنينة، وتبحر بسفينة أسرتها ومجتمعها عكس حركة الريح، غير مبالية بالعقبات والمخاطر التي تعترض سبيلها. القوة ديدنها والصبر لسان حالها.
وخاتمة القول هي؛ أنموذج للحياة الكريمة والقيادة والريادة.
#التحية_لشهيدات_الوطن
#التحية_لرائدات_النضال_النسوي
Leave a Reply