
وسط أنين المدافع وخراب المدن، وفي قلب أتون حرب لا ترحم، تبرز قصةٌ أزليةٌ، تُروى على إيقاع الصمود والعزيمة. إنها حكاية المرأة السودانية، التي لم تكن مجرد متلقية لآلام الحرب وانتهاكاتها، بل تحولت إلى أيقونةٍ للمقاومة والصبر، ومهندسةٍ لصرح المستقبل من بين ركام الخوف والدمار.
في العدد الثاني من ملف الهدف للمرأة والمجتمع، نغوص عميقًا في عوالم هذه المرأة الاستثنائية. نكشف الستار عن فصولٍ مؤلمةٍ من المعاناة: عنفٌ جسديٌ ونفسيٌ يفتك بالروح، ابتزازٌ يستغلّ الحاجة، وتشريدٌ يقتلع الجذور. لكننا، في الوقت ذاته، نسلط الضوء على قصص بطولية لنساءٍ تحدّين المستحيل، قاومت ظروف الحرب بتقديم الدعم، وتوثيق الانتهاكات، وحتى بابتكار سبلٍ جديدةٍ للعيش في خضم الفوضى.
إن صمود المرأة السودانية ليس مجرد رد فعل على قسوة الواقع، بل هو فعلٌ واعٍ لإعادة البناء، للحفاظ على النسيج الاجتماعي، ولإبقاء شعلة الأمل متّقدة في وطنٍ أرهقته النزاعات. إنها تضحيةٌ يوميةٌ تُعيد تعريف معنى القوة، وتؤكد أن السلام والعدالة لن يتحققا إلا بمشاركتها الفاعلة وإعلاء صوتها الذي لم ولن ينكسر.
في هذا العدد، نحتفي بروحها التي لا تقهر، وندعو لتأمل عميق في تضحياتها الجسام. إنها دعوةٌ لنا جميعاً لتكثيف الجهود لحمايتها، وتمكينها، والوقوف إلى جانبها حتى يُشرق فجر السودان الجديد، وطنٌ آمنٌ وعادلٌ، تزهو فيه كرامة كل امرأة.
Leave a Reply