معنى احتفاءنا بالهجرة النبوية إنهاء الح.رب بالإرادة الوطنية

تهنئ جريدة “الهدف”، قراءها الكرام، وكافة السودانيين أينما تواجدوا، والمسلمين على نطاق المعمورة، برأس السنة الهجرية، متمنية لهم كل الخير والبركات بهذه المناسبة الروحية الجليلة في تاريخ ومسيرة الإسلام الحنيف.
لقد كانت هجرة رسول الإسلام الخاتم من مكة إلى المدينة، حدثًا هامًا في مسار الدعوة ونشر الإسلام، وانعطافًا مهمًا نحو الانتصار النهائي والناجز للإسلام على الكفر، جديرًا بالتأمل، واستخلاص ما فيه وما في سيرة الرسول الكريم من معاني ودروس وعبر، نحتاجها اليوم، أكثر من أي وقت آخر، لمجابهة ما يعترضنا من عقبات وما يعترينا من نواقص، وما يواجهنا من تحديات، كجزء من قدر لابد أن نواجهه، متسلحين بوعي الهجرة، وإرادتها، الَمستمدين من الإيمان بالنصر وبظفر الحياة على الموت، والخروج من الظلمات إلى النور.
فقد شهد العالم في نهاية العام المنصرم، ح.ربًا طاحنة، غير مسبوقة، استهدفت إفناء الفلسطينيين، بدءًا من قطاع غزة أو تهجيرهم، على الأقل، حسب المشروع الص-هيونى العنصري التوسعي، بالإبادة والتجويع. مثلما شهدت نذر مواجهة خطيرة بين الهند وباكستان، وعدوانًا ص-هيونيًا، على إيران، في مواجهة محسوبة بين مشروعين توسعيين على حساب العرب ونهضتهم ووحدتهم، كنماذج لما يواجهه العالم الإسلامي من مخاطر وجودية ليست بمعزل عما تعرضت إليه لبنان وسوريا والعراق واليمن. ولم يكن السودان بعيدًا من تلك المخاطر، وهو الذي يعيش، منذ أكثر من عامين، ح.ربًا عبثية دمرت بنياته التحتية، وشردت أهله وتهدد وحدته الوطنية وسيادته.
وإذا كان المجتمع الدولي قد حقق تسوية أو تهدئة في النزاعات المشار إليها، التي لم تستمر، في غالبها غير أيام أو شهور، فإن ذلك يؤكد أن استمرار الح.رب العبثية في السودان، لأكثر من عامين، هو تعبير عن رغبة المجتمع الدولي في استمرار هذه الح.رب لعدة اعتبارات، الأمر الذي يحتم على السودانيين، الذين يراهنون على الإرادة الدولية في إحلال السلام، أن يعيدوا النظر في حساباتهم، وينهضوا، كما المستندين، على إرادة شعبهم الوطنية، لوقف الحرب، عاجلًا بلا إبطاء وبلا شروط، باستهلال وقف إطلاق نار غير مشروط، استجابة لدواعي مصلحة الوطن والشعب وأمن الإقليم والبحر الأحمر.
وليكن معنى احتفاءنا بذكرى هجرة الرسول الكريم الفاتحة للنصر والسلام، عليه صلاة الله وسلامه، هو إنهاء الحرب، وعودة السلام والاستقرار والحياة المدنية الطبيعية إلى ربوع بلادنا، الشروع مجددًا لتحقيق تطلعات شعب السودان التي (صاغها بعبقريته في نهج انتفاضة ديسمبر الثورية).
وما النصر إلا من عند الله وبإردة شعبنا الجبارة.
وكل عام وأنتم من نصر إلى انتصار.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.