كلام من تآلف العصر والأوان

بقلم: خالد ضياء الدين

  • الجنيه السوداني ينطبق عليه القول: “نحن أسياد بلد نقعد نقيف على كيفنا“. لا فيه وزير مالية شغال بيه، ولا فيه زول جايب خبره، ملاقي اللي يدفعه ولا يوقفه، لدرجة أصبح فيها زي الناقة اللي طلّقت قيدها في الخلاء وسارحة بلا راعي، مرة تمشي ومرة تقيف، مرة ترجع ومرة تأخد ليها تكية.
  • اليوم الجنيه ماشي يقفل الـ 2800 والناس يدها في قلبها؛ لأنه بطريقته دي بيقفل الـ 3000، ودي مشكلة كبيرة؛ لأنه الكلام ده عنده تأثير كبير على ارتفاع الأسعار والتضخم. بالمناسبة، التضخم معناه باختصار شديد، إنو المبلغ اللي كنت قادر تشتري بيه قبال شهرين (بصل ودقيق وزيت)، أصبح ما بيكفي تشتري بيه غير دقيق. يعني المبلغ فقد قيمته. يعني إذا مرتبك كان بيكفيك 20 يوم في الشهر أصبح ما بيكفيك 5 أيام.
  • جبريل مكنكش في وزارة المالية التقول وقعت ليه في كرتلة، والحركات حالفة بـراس أبوها ما تفرط في وزاراتها ومستحقات اتفاق جوبا، علمًا بأنه حكومة جوبا نفسها أنهت اتفاقية سلامها باعتقال رياك مشار وزوجته وجماعته.
  • البرهان درعها في كامل إدريس وعمل فيها ما عنده صلاحيات، وكامل مزنوق، وتاني الكورة لفت ورجعت تدقدق في ملعب البرهان، وناس الحركات زي القاعدة عشان تربي عيالها وجواها قنعانة، وفي زول مالي ليها رأسها كان أطلقت عندها بديل، وأنا وأنتو وهم والبرهان والكيزان عارفين البديل منو.
  • الناس تختلف أو تتفق، البرهان ما عنده طريقة يزعل ناس المشتركة؛ لأنهم حاليًا هم دعامة الجيش البقاتل بيهم دعامة أمس. أركو مناوي أصلًا ما عنده ثقة في الكيزان، جرب الاتفاق معهم أيام البشير وذاق المر منهم، فـ عادي ممكن يقلب الشارع ويمشي عكس.. متعود.
  • والكيزان منقسمين، في ناس مستعجلين عايزين الوزارات والهلمة، وناس منهم بيفضلوا اللعب في الضرا لحدي ما يمسكوا كل الخيوط في يدينهم، ديل ناس “أذهب للقصر رئيسًا وسأذهب للسجن حبيسًا“.
  • بالمناسبة، حميدتي جاه سلاح عبارة عن مضادات طيران حديثة وأجهزة تشويش عالية الجودة، ويبدو أنه جربها ونجحت واستخدمها في تأمين اللقاء الأخير مع جيشه في منطقة مفتوحة ومكشوفة (على عينك يا تاجر)، اتكلم فيه بارتياح وثقة وقت طويل، وكان هادي لدرجة كرم فيها واحد من المقاتلين ورقاه. أي زول بيعرف دارفور مفترض يعرف المكان اللي قابل فيه حميدتي جنوده من نوع الشجر والقصب المكسر في الأرض، وأظن حميدتي كان قاصد يوريهم وكان مستعد لأي احتمال، ولقاءه الأخير كان فيه عدد من الرسائل.
  • وبالرجوع لـجبريل ومني وطمبور وأردول وعقار، ختو في بالكم إنكم حاكمين ليكم سنين، ده غير مشاركاتكم السابقة في الحكم مع البشير، ومن بعد ثورة ديسمبر، وإذا حسبنا سنين حكمكم بنلقاها أكتر من حكم الأحزاب في أي فترة حكم مدني، فبالله عليكم تاني ما تلخمونا بي قصة التهميش وإننا ما حكمنا وإنو الجلابة والأحزاب وأربعة طويلة.. هسي في كنكشة وأربعة طويلة أكتر من إصراركم على الحكم حتى لو البلد تتفرتك؟
  • ما مشكلة، خليكم حاكمين وخلي البرهان ورئيس وزرائه يخليكم تستمروا في الحكم، وخلينا نحن نمسك العدد ونحسب ونسجل مواقفكم وإنجازاتكم العظيمة… بمناسبة الإنجازات ممكن واحد يورينا واحدة من إنجازات حاكم إقليم دارفور؟ وشنو إنجازات جبريل إبراهيم في وزارة المالية المصر عليها وهو لا خفض أسعار ولا دعم تكية ولا شبع رعية ولا حافظ على سعية؟ شنو اللي بيخلينا ندعمه؟ أما اردول “أبو الذهب” لا أملك غير إني أعمل ليه 🤌🏽. والباقين بكرة الناس بتجرد الحساب.
  • وعشان ناس الحركات ما يرفعو لينا فرملة اليد بتاعت “أنتو عنصريين وبحريين”، الكلام الفوق ده بيشمل كل الناس اللي شاركت في الانقلاب على الفترة الانتقالية وفشلوا بمؤامراتهم حكومة الثورة وفي مقدمتهم ناس “الليلة ما بنرجع إلا البيان يطلع“، سامعني يا التوم هجو؟ خليكم حاكمين وقاعدين في قصور الطين والموية تحتكم مشربة الساس وأنتو بتتشاكلوا في الوزارات وحميدتي بيخرج في دفعات جديدة وحالف يرجع الخرطوم.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.