
- “لسنا حياديين بين الإيمان والإلحاد.. نحن دومًا مع الإيمان”
- العلمانية الغربية لا تصلح أن تُفرض على سياقنا العربي الإسلامي
- “الدين أحد منابع الروح.. والعلمانية التي نرفضها هي تلك التي تنزع الدين من الحياة”
- “البعث ليس حزبًا دينيًا.. لكنه ليس ضد الدين”
- “القومية لا تتعارض مع الإسلام.. بل الإسلام أنضج الشخصية العربية
- “الدعوة للدولة الدينية ليست من أصول الدين.. وتجاربها أثبتت الفشل”
- “نؤمن بحرية الاعتقاد ورفضنا قوانين سبتمبر واستغلال الدين في الاستبداد”
- “رمضان في وجدان البعثي هو استحضار لقيم الشهداء وصِلة الأرض بالسماء”
- “نؤدي فرائضنا بإخلاص.. ولا نُرائي ولا نأكل على موائد الظالمين
في حوار فكري رصين يعود إلى عام 2003، وتحديدًا في شهر رمضان المبارك، التقى الصحفي عرفة صالح من جريدة الخرطوم بالمهندس عادل خلف الله، عضو قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي وعضو اللجنة السياسية للحزب. هذا اللقاء، الذي غلب عليه الطابع التحليلي العميق، استكشف التقاطعات والمفاهيم الجوهرية بين فكر حزب البعث وموقفه من الدين والعلمانية، مستعرضًا رؤية الحزب الشاملة لقضايا الأمة العربية والتحديات المعاصرة. لعمق قيمته الفكرية التي صمدت أمام مرور عقدين من الزمان، تعيد “الهدف” نشر نص هذا الحوار الهام كما ورد في صحيفة الخرطوم حينها.
حوار: عرفة صالح
إلى أي مدى تتعارض أو تلتقي العلمانية التي ينادى بها مع الدين؟ وأين نجد الدين في فكر البعث؟
ينطلق البعث في رؤيته لقضايا الأمة العربية وبلدانها، وقضايا البشرية، من نظرة شاملة للحياة. ولكنها في ذات الوقت لا تدعي أنها الوصفة الجاهزة والصالحة لكل زمان ومكان كما ذهبت إلى ذلك “بعض” الدعوات. فانطلاقة البعث من موقف تقدمي من الماضي، وموقف ثوري من الحاضر، وموقف حضاري من المستقبل، جعلته يرى أولًا أن الدين من أهم المؤثرات التي تحرك الإنسان وتوجه حياته. لذلك اتخذ البعث، ومن بواكير النشأة، موقعًا إيجابيًا من الدين، بل اعتبر على حد قول قائده المؤسس: “أن الحياة تعني الإيمان”، و”أن الإلحاد موقف زائف من الحياة”. ولقد لخص لاحقًا القائد المجدد الرفيق المجاهد صدام حسين ذلك الموقف في مقولته: “لسنا حياديين بين الإيمان والإلحاد، نحن دومًا مع الإيمان، لكننا لسنا حزبًا دينيًا، ولا ينبغي أن نكون”.
على ضوء هذه الخلفية، تأسس موقف الحزب من أطروحة العلمانية، فقد رفض البعث، وما يزال، كافة القوالب الأيديولوجية الجاهزة السابقة للتجربة، والمعزولة عن السياق التاريخي للأمة. وحذر كثيرًا من مخاطر التفكير المجرد والقومية المجردة المفرغة من المكونات الروحية والمعنوية للأمة.
لقد مكّن ذلك الحزب، المنطلق من نظرة مستقلة، والثقة بالذات، والمتسلح بالأصالة الفكرية، من النفاذ إلى جوهر القضايا، وإلى اكتشاف قدرات وطاقات الأمة. فالعلمانية لم تكن في ذات يوم موقفًا أصيلًا من قبل المنادين بها في الحياة العربية عمومًا، وفي قطرنا، فهي كدعوة أو شعار مثقل، إما بإرث التاريخ الأوروبي في مرحلة من مراحله وصراعاته، أو مجرد رد فعل، كما هو الحال لدى الماركسية.
لقد اتخذ البعث موقفًا حاسمًا من ذلك، ونعني “الاستخفاف بالدين” ومكانته ودوره، كما تجلى ذلك في الليبرالية، أو التنكر التام له، والنظر إليه كمجرد بنى فوقية كما ذهبت إلى ذلك الماركسية! لقد قدمت تلك الفلسفات نفسها كديانة بديلة. وحين أعلن البعث رفضه لذلك لم ينطلق من رد فعل، أو تفكير نظري مجرد. فبلاد العرب التي يناضل البعث فيها ومن أجلها والإنسانية، هي موطن أهم الديانات في العالم، وتلك حقيقة موضوعية، مثلما كانت منبعًا لأهم الحضارات التي طبعت بصماتها وما تزال ثقافة ومعارف الإنسانية ومسيرتها. وإلى جانب ذلك كله، لعب الإسلام دورًا حاسمًا في إنضاج الشخصية العربية، وبلورتها، وأحدث ثورة هائلة في حياة العرب! وعلى جناحيه انطلقت العروبة إلى رحاب الإنسانية. لذلك، فإن البعث الذي رفض علمانية الغرب وإلحاده، وأكد على الدور الإيجابي للأديان، لا سيما الإسلام، في تثوير الحياة وتحقيق المُثل والقيم العليا، من خلال استنهاض الطاقات، والذي لا يتأتى بالتقليد أو الانغلاق ضمن قوقعة الماضي، وتحويله إلى غول يبتلع الحاضر والمستقبل! وإنما بالاتصال الحي بالماضي المجيد ومكوناته بالنضال والإبداع والخلق.
حزبنا الذي رفض ذلك، لم ينسق بالمقابل إلى تبني المنظور الديني في السياسة، وبذلك وضع البعث الدين في “خدمة قضايا العصر والتقدم” وفي أن يلعب دوره التوحيدي الذي اضطلع به، خلافًا لمنظور التنظيمات السياسية التي جعلته بوعي أو بدونه، يكرس التجزئة ويعمقها باتجاهات طائفية ومذهبية، علاوة على تبنيها أو اعترافها بالحدود المصطنعة التي أنتجتها الحقبة الاستعمارية ومصالح الفئات الضيقة، لا سيما بعد ارتباط مراكزها بريع الرأسمالية النفطية التي عشعشت فيها، وذلك بدعوته للوحدة القائمة على الرابطة القومية. فالبعث كما أكد قائده المؤسس عام 1955م: “حركة قومية، تتوجه إلى العرب كافة، على اختلاف أديانهم ومذاهبهم، و”تقدس” حرية الاعتقاد وتنظر للأديان نظرة مساواة في التقدير والاحترام”.
ويتأسس على ذلك، أن الدولة التي يعمل من أجلها البعث، هي التي تتيح لكل المواطنين أن يعملوا متعاونين على تحقيق إمكانات الأمة، بمعنى أنها دولة تقوم على أساس اجتماعي هو القومية والوطنية، وعلى أساس أخلاقي هو الحرية. وفي ذلك يخلص البعث بما قاله القائد المؤسس إلى نتيجة هامة بقوله: “ما دام الدين منبعًا فياضًا للروح، فالعلمانية التي نطلبها للدولة هي التي بتحريرها الدين من ظروف السياسة وملابساتها، ولتسمح له أن ينطلق في مجاله الحر، في حياة الأفراد والمجتمع، بأن تبعث فيه روحه العميقة الأصيلة التي هي شرط من شروط الانبعاث والنهوض، بعث الأمة”.
فالبعث إذن، لم يتخذ موقفًا معاديًا من الدين، أو محايدًا، أو غير مبالٍ، ولكنه في ذات الإطار، لم يقع في منظور الحركات السياسية المغطاة بغطاء الدين، والتي تكفلت تجربتها في السودان وإيران وأفغانستان، بالكشف عن زيف دعاويها حينما تم استغلال الدين ومصادرة الحريات وتعميق الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتهديد الوحدة الوطنية بالانقسامات الأفقية والرأسية، وإثارة الصراعات وتأجيج نيران الاقتتال والحروب الأهلية وحماية الفساد والمفسدين والاصطدام بالتطورات المعاصرة.
ما هي علاقة البعث بالإسلام؟ وهل يتقبل حزبكم التشريعات الدينية في الدولة، باعتبار أن الحزب ينطلق من العروبة ومؤسسه هو المسيحي ميشيل عفلق؟
حتى لا نقع في خطأ التعميم الشائع، لا بد أن نحدد مفهوم البعث للعروبة، ونظرته للعلاقة بين العروبة والإسلام، لأن ذلك وحده ما يساعد في إزالة الالتباس والاقتراب من الفهم الصحيح.
العروبة لدى البعث، حقيقة موضوعية، تعني الانتساب إلى ثقافة وإلى نضال ينطلق من حقيقة وحدة الأمة، المجسدة في شعب كان له ماضي مجيد، ويعيش في هذه المرحلة من تاريخه في تناقضات التجزئة والتخلف والانقطاع الحضاري والمواجهة بالتحدي الإمبريالي الصهيوني والغزو والاحتلال المرتبط به. أما الإسلام، فهو الدين السماوي، الخاتم، والذي قام على التوحيد كعقيدة دينية وروحية، امتلكت ميزة الشرعية الهادفة إلى تنظيم حياة البشر، وفق أحكام السماء. وإضافة لذلك، فهو بالنسبة للعروبة مُنضج لشخصيتها، وموحد لقضيتها، ومفصح عن شخصيتها وعبقريتها. انطلاقة البعث، من رؤية شمولية، كما ذهب القول، جعلته يدرك علاقة الاستقلال والتكامل بين العروبة والإسلام. العروبة كوجود قومي والإسلام كدين. وبذلك تجاوز البعث محاولات بعض الاتجاهات السياسية والفكرية، والتي وللمفارقة، وإن انطلقت من مواقع متباينة، لكنها التقت في تصويرهما متضادين ومتناقضين. ما هو عام في الإسلام، لا يلغي أو يناقض ما هو خاص قومي فيه، فلقد اضطلع الإسلام بدور حاسم في تكوين القومية العربية وإنضاجها، وفي تشكيل التاريخ العربي، وبالتالي، فهو ثورة قابلة للتجدد ومصدر إلهام للتجديد والثورة العربية.
لقد أصبح الإسلام بمثابة الفضاء الحضاري للعروبة حينما نقلها من جزيرة العرب إلى رحاب الإنسانية. ولأن العروبة كانت مادته وفضاءه، أصبحت قاعدة انطلاقه وانتشاره وتجدده. وتجربة التاريخ العربي الإسلامي، في صعودها وتراجعها، تؤكد على حقيقة ما توصل إليه البعث: الاستقلالية والتكامل. ذلك ما ساعد البعث على مقاومة وتعرية التوجهات الفلسفية المستخفة بالدين، أو المتنكرة له تحت عنوان العلمانية، وجعله من زاوية أخرى، يصيغ مفهومه الخاص بالعلمانية، كما سبقت الإشارة إليه، حينما وضعها في السياق التاريخي للعرب. وبالمقابل، مكنته تلك الانطلاقة من إدراك عدم الدمج بينهما، وهو ما قاد البعث إلى الرفض المزدوج للتعصب القومي والديني في ذات الوقت، بتأكيده على “نسبية الثورة” وضرورة استنادها على منهج علمي حضاري إنساني.
وديانه القائد المؤسس، عليه رحمة الله، لم تتحول إلى غشاوة أمام وعيه من أن يرى الحقائق الكبرى، والبحث من خلال النضال والمعاناة النضالية، والحوار والنقد، إلى بلورة مشروع النهضة العربية الحديثة وتحدياته. فلقد “اكتشف” المؤسس ميشيل عفلق، رحمه الله، قبل إسلامه، الإسلام، واعتبره ثورة قابلة للتجديد، وأنه في المرحلة التي تمر بها الأمة العربية، حي أكثر من أي شيء آخر، وأنه خالد، ويعبر عن حقائق أساسية خالدة. وأدرك القائد المؤسس وحزبه أن الاتصال بتلك الحقائق لا يكون بالنقل، ولا بالتقاليد والاستنساخ، وإنما من خلال النضال والمعاناة والثورة الشاملة، ولن يتحقق ذلك، إلا حينما نعيش حياة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، “من الداخل لنجددها” وأن يكون كل العرب اليوم محمدًا، وأن يدافع المسيحيون العرب عن العروبة التي يناضل البعث من أجلها دفاعهم عن أعز شيء في عروبتهم.
ماذا أنتم قائلون في الدعوة للدولة الدينية؟ وإذا ما قدر للبعث أن يحكم، هل يمكن أن يطبق التعاليم الدينية على الحياة؟
الحزب منذ مؤتمره التأسيسي الأول في أبريل 1947م، أكد على النظام الديمقراطي التعددي للحكم، واعتبر السلطة هي سلطة الشعب، بمعنى أن مشروعية الحكم تُستمد من الشعب، وعبر الانتخاب، فالشعب هو مصدر الحكم وليس سواه. وحتى لا يتناقض الحزب مع أهدافه وشعاراته، فقد أكد على أن المواطنين يتساوون في الحقوق والواجبات انطلاقًا من الرابطة الوطنية، وعلى صعيده كحزب، فهو يتوجه لأبناء وبنات الأمة كافة، كحركة قومية لهم كافة على اختلاف أديانهم ومذاهبهم، وتقدس حرية الاعتقاد، وتنظر إلى الأديان نظرة مساواة في التقدير والاحترام.
أما الدعوة لدولة دينية، ففوق أنها محل خلاف، وليس ثمة إجماع عليها، فهي بالتالي ليست أصلًا من أصول الدين! حزبنا يعتقد أنها تجربة بشرية انتهت بالفشل بعد أن كلّفت البشرية ما كلّفتها. ومن خلال التجربة، فقد فشلت حركات الإسلام السياسي، في تأكيد أهلية برامجها بعد أن تناقضت مع شعاراتها، وانتقلت في مواقف متناقضة، ويظل في التقدير مستقبلها يعتمد على مقدرتها في تقديم اجتهاد مستنير يرتقي لمستوى العصر “طبيعة المرحلة وتحدياتها”، ومنسجم مع متطلبات التقدم والعدالة، والمساواة، وصيانة حقوق الإنسان والديمقراطية والحوار البناء.
أما بالنسبة لحزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، فقد سبقت الإشارة إلى أنه مع اعتزازه وتقديره وموقفه الإيجابي من الأديان عمومًا، والإسلام على وجه التحديد، إلا أنه ليس حزبًا دينيًا ولا هو بالمقابل عقيدة دينية بديلة عن أي دين. وأن أهداف حزبنا ومبادئه وأفكاره وبرامجه، تُعبّر عنها مقررات مؤتمراته وقياداته المختصة، وهي اجتهاد بشري يمكن أن يتقبل الخطأ، مثلما يتقبل الصواب، بعيدًا عن التقديس وفكرة تكفير من يختلف، وإن تشبث بالقيم والمبادئ العليا التي اجتمعت حولها الأديان، كالحق والعدل والمساواة والوحدة والحرية.
وتجدر الإشارة هنا إلى موقف حزبنا إبان الدكتاتورية المايوية، التي لجأت، مع تفاقم أزمتها، إلى الاستقواء “بالإخوان المسلمين” بزعامة د. الترابي، إلى إصدار قوانين سبتمبر 1983م، والتي هدفت فيما هدفت إلى إرهاب الخصوم السياسيين وتكفيرهم. حينها حدد بوضوح حزبنا موقفه الرافض لمصادرة الحريات وفرض حالة الطوارئ تحت أي مسمى. وحينها أيضًا أعلن البعث رفضه لتلك التشريعات، وقدم النظام كوكبة من أعضائه لمحاكم ما يعرف بالعدالة الناجزة بتهمة الكفر والإلحاد. مؤكدًا في ذات الوقت، ومنذ وقت مبكر من نشأته، على أن الشريعة الإسلامية مصدر من مصادر التشريع لدستور البلاد في نظام حكم ديمقراطي تعددي، معبر عن مصالح الجماهير (غالبية الشعب من الفقراء والكادحين والمنتجين) يؤمن بالحكم الذاتي الإقليمي لجنوب البلاد، في إطار وحدة القطر، ويصون الحريات العامة ويؤمن حرية الاعتقاد والبحث العلمي، ولا يفرق بين المواطنين بسبب اللون أو الجنس أو الجهة أو الدين والمعتقد وبالفصل بين السلطات واستقلال القضاء وكفالة الدولة لمجانية الخدمات الطبية والتعليم وإلزاميتيه. وتجدر الإشارة بموضوعية إلى ما توصل إليه البعث في هذا المضمار منذ مؤتمره التأسيسي، وضمنه في دستوره كان حالة متقدمة على كافة الأطروحات التي ما تزال مواقف البعض ملتبسة وجزئية.
كيف هو شهر رمضان المعظم في حياة البعثيين وماذا يعني لهم؟
بعد التأكيد على أن الحزب يتوجه إلى المواطنين كافة، وعلى اختلاف أديانهم ومذاهبهم، يحتل شهر رمضان المكانة المرموقة التي يحتلها لدى السودانيين خصوصًا والمسلمين عمومًا، بكل ما يعتمل به الشهر من فضائل ودروس وعبر، وتجديد روحي ومعنوي واجتماعي للحياة، وتعميق لعلاقة الأرض بالسماء، متذكرين أن العرب امتلكوا الأرض حينما ارتبطوا بالسماء، وأضاعوا الأرض حينما ضعفت صلتهم بالسماء. وفي رمضان، يجد البعثيون، مثلهم مثل الوطنيين عمومًا، إخلاصهم للمبادئ والمُثل التي استُشهد دونها الشهداء الأكرم منا جميعًا، وفي طليعتهم شهداء عروس الثورات “8 فبراير 1963م” في العراق، وشهداء انتفاضة “28 رمضان 23 أبريل 1990م المسلحة” المجيدتين، وشهداء أكتوبر المجيدة. وسعيهم الدؤوب لتمثل حياة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وصحابته الميامين من الداخل وأن يكونوا صورة مصغرة لمحمد، صلى الله عليه وسلم، كما قال القائد المؤسس ولو بنسبة الحصاة إلى الجبل.
هل يصوم البعثيون رمضان مجاملة أم عن اقتناع؟
البعث كما سبق القول، ليس عقيدة دينية حتى تكون لها طقوسها وفرائضها الخاصة. وحينما يؤدي البعثيون واجبهم تجاه شعبهم وأمتهم بالجدية والمبدئية التي صاغتها تجربتهم التي رفعت السياسة إلى مصاف الرسالة، فمن البدء هي أن يؤدوا واجباتهم وفرائضهم التي يمليها عليهم الدين على أكمل وجه، وهم لا يراؤون ولا يمنعون الماعون. في مقالة للقائد المؤسس عام 1936م، بعنوان “عهد البطولة”، أوضح فيها صفات الجيل الجديد الذي يدشن مرحلة جديدة في النضال الذي تلخصه “البطولة”: “لتبدأ صفحة جديدة، من تلك الصفات، لهم صدق الأطفال وبراءتهم. حياتهم خط مستقيم، لا فرق بين باطنها وظاهرها، لا يقودون في الصباح مظاهرة ويأكلون في المساء على موائد الظالمين.”
أم درمان، رمضان 1424 هجرية
الموافق 30 أكتوبر 2003م.
Leave a Reply