
بقلم: أمجد أحمد السيد
أيها القائد والمعلم،
يا من زرعت فينا الإيمان بأن أمة العرب واحدة، وأن وحدتها قدر ورسالة، وأن في الحرية والاشتراكية طريقها إلى المجد والحضارة.
أكتب إليك من زمنٍ شقيٍّ مزقته الحروب، وخربته الفتن، وداسته أقدام الغزاة والعملاء والمستسلمين. أكتب إليك والأمة التي أحببتها وعكفت على بعثها من ركام التخلف والتجزئة قد تمزقت أكثر وتفرقت دماؤها بين طوائف وولاءات وأحقاد أشعلها أعداء الداخل والخارج.
لقد صار الوطن العربي من المحيط إلى الخليج مسرحًا للدمار، وسوقًا للنفط والسلاح، وأرضًا مستباحة للنفوذ الأجنبي تنهبها الإمبراطوريات الجديدة وتنازعها مخططات التقسيم والهيمنة، بعدما غابت الإرادات واستسلمت الأنظمة وبهتت الشعارات.
لكن رغم كل هذا الخراب، لم تمت الفكرة ولم تنكسر الإرادة. ما زال صوتك فينا يهمس في ضمير كل من بقي وفيًا بأن “العروبة روح والعرب جسد واحد”، وأن البعث ليس حزبًا فقط، بل وعد بالتجدد والنهوض وإيمان لا يلين بأن الغد العربي قادم مهما طال ليل الهزيمة.
يا مؤسس البعث ومعلم الأجيال،
نحن اليوم أحوج ما نكون إلى مشروعك القومي الحضاري، إلى منارة وعي تعيد للعرب إيمانهم بأنفسهم، إلى فكرٍ يستنهض كرامتهم ويوحد صفوفهم ويزرع فيهم من جديد المعنى العظيم للانتماء والمقاومة والأمل.
نم قرير العين أيها الراحل، فما زرعته من فكر لن تقتلعه العواصف، وما أطلقته من مبادئ ما زالت تنير دروب من ظلوا أوفياء لحلمك الكبير؛ حلم أمة عربية واحدة حرة، موحدة تحمل رسالتها الخالدة إلى الإنسانية جمعاء.
Leave a Reply