
بقلم: ياسر عوض
النص:
أريد أن أنام،
أريد أن يخفت في أذني صوت الموت،
ويعلو الهديل.
أريد أن أنام مثل طفل.
أتقلب بين أحضان والدتي.
لا أرى من تهدر حيواتهم هباء،
تعبت من شلال النزيف..
ومن يعيدون سيرة الحروب في وطني
من يكرهون الحياة.
كل دم هو نجم..
وكل حديث خصام.
عندي كل الحروب غباء،
عندي ما يحيل الليل إلى صباح،
والركام أراضٍ خضراء..
إن القلوب التي أدمنت القتل تظل عطشى
صحراء قاحلة لا ترويها المياه
أريد أن ينتهي العذاب الذي يعانيه العشب،
أريد أن ينشط القمر قبل طلوع الفجر..
أريد أن أنام برهة،
وليس دهرًا،
لتعلم الوردة أني لست ميتًا،
وأني أحمل في قلبي حديقة،
وإني أنا الصديق الوحيد للرياح،
وإني رفض الظلال والدموع.
دثريني.. دثريني،
دثريني بالبرق..
لا وقت يرميني بالثواني،
دثريني كي يبللني المطر..
أريد أن أنام
نوم الأنهار في المصبات،
رحلة من اللا جدوى
تعلمني طهر التراب،
تعمدني بالملح،
أريد أن أحيا مع الصبار،
ذلك الذي أدمن التقشف
ولم ير البحر.
غابة الأيام جاءت، ولم تأت الغزلات البيض.
غزالة أنت في منامي..
ضاعت في احتراق البيوت.
أراك ممتلئة بأزهار مقطوفة للتو،
وجبينك يضيء بالرحيل الأخير
فقدتك في الحرب،
كما فقدت أطفالي.
لكن ليس هناك من لحظة
لا أشعر فيها بابتسامة نامت في السجود،
وهي تعطي قبلة..
لا أنسى المجازر والذبح،
لا أنسى الأيادي، وهي تداعب طفلا.
الورود تبحث في الهواء عن قبطان تائه،
ليس مقدرًا لنا الفراق،
غير التشبه بالنخل..
ضاربًا في عمق الوجود.
أنا لن أضيع مرة أخرى،
فلا سفينة في الأفق تبحر نحو الضباب .
متجاهلًا المسافات أمضي،
أفتش عن كوخ صغير،
قصيدة تجرح البئر.
أريد أن أهبط إلى عمق الولادة،
أريد أن أعلو جدران مدينتي،
لأرى القلب المثقوب،
بخنجر الانتظار الطويل.
كان الطفل في داخلي جريحًا،
وليس له أغنية للنوم..
كانت مدن، وأنصاف مدن،
تحترف الزحام.
ما هذا الجنون، ما هذا الحب،
أي خنجر جارح، أي صمت صاخب، أي موت!
إنها رمال ضوء، تحفر صدر الفجر.
ظل الطفل وحده،
والمدينة غافية.
يتغطى بالحلم،
يحميه من الجوع، والألم، والمسغبة،
كان الطفل يواجه احتضار البحار، احتضار العالم،
يرى على البعد أمطارًا متعانقة..
أريد أن أهبط إلى الأعلى،
أريد أن أعيش حياتي، شهقة شهقة،
يمتلئ قلبي بالحب
أريد أن أملأ ساعاتهم بالوقت،
وأضمد جراح الزمان..
Leave a Reply