
بقلم: جوهر إبراهيم كجور
أسير متجهًا إلى الأمام ببطء مع الانحدار المتجه لعمق البحر. عاري الجسد كما الطفل الرضيع عاري من كل شيء بلا أفكار بلا رغبة في الخلاص بلا حنين. جسدي محترق من الشمس يريد أن يطفئ لهيب ما أحرقته لذعات الأيام والسنين ويمحو ما تحمله الذاكرة من ألم من كل ما هو موجود في غابرة الأيام.
وفجأة يراودني شعور من أنا هل عادت ذاكرتي ماذا أنا فاعل هل أريد أن أنتحر ولماذا أنتحر؟!!!
يفاجئني شك آخر فألتفت إلى الوراء. تقودني قدماي إلى العمق مرة أخرى كأن شيئًا لم يكن. صوت من داخلي اذهب اذهب واذهب. واضعًا وطئي على الماء لم يقشعر بدني. أين اختفت حاستي ربما غياب حاسة اللمس وحدها لا تكتفي طالما أنظر البحر ولا أعرف أين أذهب أعرف فقط هنالك نجاة في داخل سكن البحر ينتظرني. جسد فقط متحرك إلى عمق الماء جسد فقد خواصه عيون بلا رؤية آذان بلا سمع أنف بلا شم جلد بلا إحساس. غاب عني أن أعرف الماء بارد تقشعر منه أبدان الأصحاء. سبقتني توقي للغرق. أصبحت أسير كدمية متحركة بها قليل من الوعي ولا تعرف مصادره. أنسحب إلى الموت. كل شيء أريده أمامي الخلاص الفناء. غريزة البقاء تراودني أحيانًا للخروج. ورأيت نفسي أتنفس أنفاسي الأخيرة بلا خوف مطمئن على كل شيء فعلته في حياتي. ابتسامة نابعة من أرواح أراها مبعثرة كضوء. عالم غير متناهٍ في الهدوء بارد سعادة أبدية دون معاناة أو هنالك معاناة لأن الزيارة لم تكتمل. عالم وجدت فيه كل من سبقوني من أصدقاء حبيبات خالات وعمات خصوم أيضًا متواجدون هنا. هنا تصفية الحسابات الخيرة مع الذاكرة القديمة التي تأتي وتغيب. هل أعيش هنا مرة أخرى بهذا الشكل وأموت وأرجع أم أني سأظل هنا إلى الأبد
Leave a Reply