الآخر

بقلم: مجاهد آدم عيسى

وَفِي
ذِكْرَاكَ يَا أَضْحَى،
أَنَا
لَمْ أَعِشْ جذوة
الْإِحْسَاسِ بِالْعِيدِ السَّعِيدِ..
لَمْلَمْتُ أَحْشَائِي،
أُحَدِّقُ فِي انْحِدَارِ الدَّمْعِ
مِنْ جُدْرَانِ غُرْفَتِيَ الْكَئِيبَةِ.
وَكَكُلِّ الْبُؤَسَاءِ
يَدَايَ قَدْ جَفَّتَا
عَلَى صَفِّ التَّرَجِّي لِلْإِلَهِ..
كَمَا الْعِيدُ الْمَضَى.
الْأَغْنِيَاءُ
يَذْبَحُونَ
أَوَامِرَ الرَّحْمَنِ فِي فَرْدِ الْمَســــــــَافَةِ..
. بَيْنَ إِسْمَاعِيلَ
وَالْكَبْشِ السَّمِينِ.
قَصِيدَتِي
الْعَصْمَاءُ
انْكَفَأَتْ عَلَى الْأَطْفَالِ
تَنْعَى حَظَّهُمْ فِي مَقْطَعَيْهَا..
. مَشَاعِرِي
مَعَ الْبُؤَسَاءِ
فِي صَفِّ التَّرَجِّي لِلْإِلَهِ َكَالْعِيدِ الْمَضَى…
َكَالْعِيدِ الْمَضَى
إِسْمَاعِيلُ
لَمْ يَزَلْ
فِي الْحَيِّ طِفْلًا
تَنْحَتُ خَدَّهُ دَمْعَةٌ أَبْكَتْ
ضَمِيرَ الْكَائِنَاتِ
. حَامِلٌ
كَفَنَ الْحَقِيقَةِ كَالْيَتِيمِ
وَحَوْلَهُ وَجَعُ الْمَبَادِ
. فِي كُلِّ بَيْتٍ
بِالْمَدِينَةِ عُلِّقَتْ
عِنْدَ مَدْخَلِهِ هَيَاكِلُ مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ..
وَالدَّمُ
يَقْطُرُ صَابِغًا عبق
الشَّوَارِعِ حُمْرَةً
تُفْسِدُ مُتْعَةَ الْإِحْسَاسِ بِالْعِيدِ السَّعِيدِ.

يَا عِيدُ،
يا أَيُّهَا الشَّيْخُ
الْمُخَبَّأُ تَحْتَ خَاصِرَتِي
رَصَاصَةُ انْتِ-حَارٍ…
لِمَ لَا
تُرْجِئُ الْمَجِيءَ
إِلَى وَطَنِي
حَتَّى يَمُوتَ الْجُوعُ فِي كُلِّ الْبُيُوتِ؟
وَالْكَذِبُ فِي طَعْمِ الدُّعَاءِ.
لَا تَقُلْ
لِي أَنَّ اللَّهَ حَتَّى الْآنَ لَمْ يُجِبِ الدُّعَاءَ؟
فَنَحْنُ
مَا زِلْنَا نُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ ..
وَنُشْعِلُ الدَّعَوَاتِ
نَارًا تَقْشَعِرُّ لَهَا السَّمَاءُ.
فِي ذِكْرَاكَ
يَا أَضْحَى،
أُضْحِيَّةٌ هُوَ مَنْ نَعِيشُ لِأَجْلِهِ..
. وَطَنٌ
ذَهَبَتْ
مَلَامِحُهُ الْجَمِيلَةُ
بَيْنَ أَرْوِقَةِ الْفَسَادِ.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.