
تقرير: خالد ضياء الدين
الذي حدث في الأيام الأربعة:–
اتسعت رقعة المواجهات في يومها الرابع وزاد عدد الضحايا من الطرفين وتبادل القصف بينما، نقلت الأخبار حجم الخسائر الإيرانية الفادحة بعد اغت.يال الكثير من قادتها العسكريين، الذين يخططون للحرب والعلماء، الذين يديرون البرنامج النووي، بينما أعلن جيش الاح.تلال تدميره لأكثر من 120 منصة انطلاق صواريخ هي ثلث الترسانة الإيرانية، وذكر المتحدث باسم الجيش الصه.يو.ني استهدافهم ب 50 طائرة مقاتلة لأكثر من 100 موقع عسكري في إقليم أصفهان فقط، منها 20 صاروخ دمرت قبل دقائق من إطلاقها. وهناك تهديد جدي لمفاعل ديمونا الإيراني.
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرًا أشارت فيه لمحدودية الأضرار بالمنشآت النووية الإيرانية، وهذا يرجح استمرار الهجمات لفترة أزيد من المتوقعة، خاصة أن الهدف من الح.رب هو القضاء على برنامج إيران النووي وصواريخها الباليستية.
تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن 224 قتيلًا مقابل 24 قتيل إس-رائيلي، بينما تشهد طهران نزوحًا جماعيًا للسكان نتيجة القصف العنيف، الذي استهدف مواقع الصواريخ والمعسكرات ومطارات وبنايات سكنية لم تسلم حتى غرف نوم قادة عسكريين إيرانيين، بينما وعد الجيش الإس-رائيلي بعدم رغبته استهداف المرشد علي خامئني والقادة السياسيين.
الجانب الإس.رائيلي تناول قصف الصواريخ الإيرانية لمناطق متفرقة من (حيفا وتل أبيب)، وشهدت المدن المحتلة حالات من الفزع والاختباء داخل الملاجئ، وفي نفس الوقت أكد “بنيامين نتنياهو” مواصلة العمليات العسكرية من أجل شل قدرة إيران، التي أرسلت حتى الآن مئات الصواريخ والمسيرات، وقصفت مناطق داخل العمق الإسرائي-لي، وقد هددت إيران بإخراج أسلحة حديثة ودعت سكان (تل أبيب) للمغادرة، أسوة بمطالبة إس. رائيل سكان طهران النزوح خارج المدينة لضمان سلامتهم.
هل تنجح الدعوة للمفاوضات:–
نشر موقع “اكسيوس” يوم أمس الاثنين، خبرًا عن دعوة الولايات المتحدة إيران لعقد اجتماع يضم المبعوث الأمريكي ووزير الخارجية الإيراني، لمناقشة الاتفاق النووي وإنهاء الح.رب، هذا الخبر أكدته شبكة “سي. ان ان” وقد قال ترامب أثناء لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني(من الغباء أن لا توقع إيران على الاتفاق) وهي موجودة في الواقع على طاولة المفاوضات، وأضاف ترامب: (على إيران التوقيع قبل فوات الأوان).
جاء في صحيفة “وول ستريت جورنال” في عددها الصادر يوم أمس، خبرًا أكدته وكالة “رويتر” حول طلب إيران وساطة من حكام عرب حتى يستخدم الرئيس الأمريكي “ترامب” نفوذه لإيقاف فوري للح.رب مقابل إبداء إيران مرونة في المفاوضات النووية، وأن لا تدخل أمريكا في الح.رب لصالح إس. رائيل ، وذكرت وكالة “وول ستريت جورنال” أن طهران بعثت برسائل رسمية لإس. رائيل لاحتواء الأزمة ووقف التصعيد لمصلحة الطرفين.
هل تتنازل إيران عن برنامجها النووي:–
النظام الإيراني يريد العودة للمفاوضات بغرض التسويف واللعب على مسألة الزمن بينما اتخذت إسرائيل قرارها باستخدام القوة، وصولًا للذي لم تتوصل إليه بالمفاوضات، وهو تدمير وتعطيل البرنامج النووي الإيراني واستهداف المفاعلات النووية وتصفية القادة العسكريين والعلماء، وقد حققت في الأيام الأربعة الماضية مالم تحققه في سنين المفاوضات، التي سمحت لإيران بتطوير برنامجها.
خبراء أكدوا صعوبة الوصول لكل المواقع النووية والمختبرات العلمية، لكن تستطيع إس. رائيل من خلال الحرب، كسر إرادة القيادة الإيرانية بتخليها عن البرنامج قسرًا مقابل البقاء في الحكم، وضمان الحياة الشخصية، وهذا أمر وارد ومحتمل قد تم في سوريا وغيرها، وقد أكد “ترامب” للصحفيين في لقاء يوم الأحد، ثاني أيام الح.رب، حتمية عودة إيران للمفاوضات، وقال أن الح.رب بينهما كانت ضرورية ولابد منها.
بعض القادة الإيرانيين يراهنون على ح.رب استنزاف طويلة، استعد لها الحرس الثوري بالتدريب والصواريخ، تجبر إس-رائيل على القبول بحل دبلوماسي، غير أن عسكريين يعتقدون عكس ذلك، خاصة وأن طيران العدو أصبح يحلق بحرية في سماء إيران، في وقت يتحدث فيه “نتنياهو” عن( تدمير) البرنامج النووي الإيراني.
هشاشة الداخل السياسي الإيراني والاختراقات الأمنية في هرم القيادة العسكرية، الذي يمكن أن تستخدمه إس. رائيل كعادتها في التخلص من صقور النظام الإيراني، زائد الضغط الأمريكي، الذي يحجم أي دعم من الأصدقاء، والقادر على تحريك المعارضة لزعزعة النظام، كل ذلك وأكثر يمكن أن يقود لإمكانية تخلي القيادة الإيرانية عن برنامجها النووي، والسماح للجان تفتيش دولية بتفكيكه مقابل وقف الهجوم الإس. رائيلي.
هل ستدخل الولايات المتحدة الح.رب لصالح إس. رائيل :–
دخول أمريكا الح.رب رهين باحتمالين. الأول لوقف أي تدخل باكستاني روسي صيني، ولو بإمداد إيران بالسلاح، والثاني حال تعنت النظام الإيراني ورفض التخلي عن برنامجه، معتمدًا على طول النفس في الح.رب ومنعًا لأي زعزعة لاستقرار الداخل الإس. رائيلي.
باكستان وإن هددت وتوعدت ستظل ترجح مصالح شعبها، كذلك الصين، التي تتعامل بمبدأ المصالح الاقتصادية، وأما روسيا فتكفيها حربها مع أوكرانيا، لذلك ستعاني إيران على عكس مايعتقده مؤيدوها من عزلة إقليمية وإن تعاطفت معها بعض الشعوب الكارهة لك.يان الاح.تلال.
هل ستمتد الح.رب للشرق الأوسط :–
الح.رب ضد إيران لم تبدأ قبل 4 أيام، لقد بدأتها إس. رائيل عندما أنهت عسكرة حزب الله وقتلت حسن نصر الله وبعثرت قواته في لبنان، وبدأتها عندما قتلت قادة حماس وهدمت أنفاق السلاح وقتلت كل القادة السياسيين والعسكريين في قطاع غزة ولاحقتهم خارج فلسطين المحتلة، وبدأتها عندما أسقطت نظام بشار الأسد، الذي أجبرت إيران عن التخلي عنه والاكتفاء بالنظر إليه وهو يسقط، وبالتالي تسقط كتائب النظام الموالية لها، وفي العراق، الذي دجنت مليشياته الشيعية الموالية لإيران، التي اختارت رفاه السلطة والغرق في الفساد السياسي والمالي، هكذا بدأت الح.رب في الأطراف التي كانت تستخدمها إيران في المواجهات خارج أرضها وبعيدًا عن جيشها وشعبها ومفاعلاتها ومنصات صواريخها.
لم تتحرك إيران بشكل عملي انتقامي عندما استهدفت قياداتها العسكرية المؤثرة في سوريا والعراق، والآن ليس لها من سيطرة تمنحها إمكانية المناورة خارج حدودها وتحديدًا في الشرق الأوسط، وبالرغم من إدانة السعودية ومصر وأغلب الأقطار العربية لإس. رائيل، إلا أنه ومن غير المتوقع أن تتحول مواقفهم لأكثر من الإدانة، ثم الطلب بالجلوس للمفاوضات، وليس من المستبعد قيام طيران الاحتلال باستهداف بعض مناطق النفوذ الإيراني في اليمن(الحوثيين) أو العراق، إذا شعر بتهديد من المليشيات (العراقيرانية)، قد تقصف منصات صواريخ أو تستهدف قيادات مرتبطة بالاستخبارات الإيرانية.
هل يقع السودان ضمن دائرة الاستهداف:–
تحالف حكومة بورتسودان عبارة عن هجين سياسي متناقض التوجهات خاصة في الشأن الخارجي، قادة الجيش وبعض حركات دارفور المسلحة على علاقة مباشرة بإس. رائيل، وهناك كتائب إسلاموية أقرب للنظام الإيراني، تلقت تدريب وتسليح وتمويل من حكام إيران، وتربطهم جميعا علاقة بأفكار (الإخوان المسلمون).
وقد نقلت الأخبار اليوم قتل 3 سودانيين داخل معسكر للجيش في طهران، وهذا الأمر قد يكون مرتبطًا بالتسليح الإيراني لمعسكر الجيش في حربه ضد قوات الد.عم الس.ريع، ومن قبل استهدف طيران الاحتلال مصنع اليرموك للتصنيع العسكري، كما استهدف سودانيين وقصفهم بالطيران الحربي في الخرطوم وبورتسودان، اتهمهم بتهريب السلاح عبر الحدود المصرية لحماس.
حجم العلاقات العسكرية والسياسية بين حكومة بورتسودان وحكومة طهران، ومقدار تحرك كتائب الحركة الإسلاموية من الذي يحدث في إيران، والدور الرسمي، أو من أي جهة في تحالف السلطة من الحرب الدائرة هو الذي يقرب أو يبعد شبح الطيران والصواريخ والمسيرات الإس. رائيلية من سماء وأرض السودان.
Leave a Reply