النائبة الأمريكية إلهان عمر تدافع عن زميلتها بسبب غزة وتُدرج في قائمة اغتيالات سياسية

شهد مجلس النواب الأمريكي في 7 نوفمبر 2023 مواجهة برلمانية محتدمة، بعد أن صوّت 234 نائبًا لصالح توبيخ النائبة الأمريكية ذات الأصول الفلسطينية، رشيدة طليب، مقابل 188 نائبًا عارضوا القرار، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لإسكات صوت فلسطيني داخل أروقة المؤسسة التشريعية.

وفي لحظة فارقة خلال الجلسة، صعدت النائبة الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا، ذات الأصول الصومالية، إلهان عمر إلى منصة المجلس، لتلقي خطابًا ناريًا دافعت فيه بشراسة عن طليب، وهاجمت ما وصفته بـ”النفاق الصارخ” و”ازدواجية المعايير” التي يتبناها المجلس في تعاطيه مع القضية الفلسطينية.

قالت عمر في مستهل خطابها:”إنه نفاق صارخ عندما ترى الجمهوريين على الجانب الآخر من الممر يحاولون ابتكار تعريفات ويقولون إن رشيدة تريد إبادة الناس، بينما ماكس ميلر نفسه ظهر على التلفزيون وقال: ‘نحن نحوّل غزة إلى موقف سيارات ونريد إبادة الفلسطينيين.'”

وأضافت بصوت غاضب:”لم يدنه أحد من ذلك الجانب من الممر. والواقع هو أن كل واحدٍ منهم لم يفعل.”

ولم تكتفِ عمر بذلك، بل استدلت بأمثلة واضحة ومباشرة تفضح التناقض في تعامل المجلس مع الخطابات السياسية المختلفة، قائلة:”رشيدة طليب تمثل صوتًا لشعب لا صوت له، صوتًا للفلسطينيين الذين يُذبحون، صوتًا للأطفال المحاصرين الذين لا يستطيعون أن يقولوا للعالم: نحن موجودون. رشيدة تقول الحقيقة، وهذه الحقيقة تزعج البعض هنا، ولذلك يعاقبونها.”

وأضافت في لهجة تحدٍّ:”عندما تنتقد رشيدة طليب حكومة تقتل آلاف المدنيين، تُتهم بأنها معادية للسامية، لكن عندما يدعو نائب جمهوري لإبادة الفلسطينيين، لا أحد يعترض، ولا أحد يُعاقب. هذا هو النفاق، هذه هي الازدواجية!”

وختمت خطابها بالقول:”إن كان الدفاع عن الأطفال، عن النساء، عن الحياة الفلسطينية، جريمة… فأنتم تحاكمون الحق!”

وقد ترك هذا الخطاب أثرًا واسعًا في قاعة المجلس، حيث دوّى التصفيق من بعض مقاعد الديمقراطيين، بينما التزم الجمهوريون الصمت أو أداروا وجوههم، في لحظة كشفت عمق الانقسام داخل الكونغرس بشأن الصراع في غزة.

 إلهان عمر على قائمة اغتيالات سياسية

في سياق منفصل، وعقب عامين على خطابها ذاك، كشفت السلطات في ولاية مينيسوتا في 14 يونيو 2025 عن اكتشاف “قائمة اغتيالات” مكتوبة بخط اليد، عُثر عليها في سيارة مسلّح يُدعى فانس لوثر بولتر (57 عامًا)، بعد حادث اقتحام منزل صباح السبت. وتضمنت القائمة عشرات الشخصيات الديمقراطية البارزة، كان من بينهم:

النائبة الأمريكية ذات الأصول الصومالية، إلهان عمر، النائبة الأمريكية ذات الأصول الفلسطينية، رشيدة طليب، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، السيناتور تينا سميث، والمدعي العام كيث أليسون

وذكرت السلطات أن بولتر، الذي كان يرتدي سترة واقية من الرصاص وادّعى أنه تابع للشرطة، تم توقيفه فورًا. وعثرت فرق التحقيق على القائمة داخل مركبته، ما دفع إلى إرسال حماية أمنية مشددة لكافة الشخصيات الواردة أسماؤهم.

الخبر أثار صدمة واسعة في الأوساط السياسية، خصوصًا أن المستهدفين جميعًا من الديمقراطيين، وكثير منهم من ذوي الأصول غير البيضاء أو المؤيدين للقضية الفلسطينية. وأعادت الحادثة النقاش حول تصاعد خطاب الكراهية في أمريكا، وخطورة التحريض على العنف ضد ممثلي الأقليات والمهاجرين والمسلمين.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.