اجعلوني لكم من الناصحين

اجعلوني لكم من الناصحين

#الهدف_آراء_حرة
كتب: علي الدوش
لا نملك علم الغيب.. ولكننا نملك زوايا لعدسات..
بُعدها النظري يعتمد على القراءة بالمنهج العلمي الجدلي التاريخي..
كانت هذه القراءة على خلفية خطاب حميدتي الأخير، حيث ظهر حميدتي وهو يسعى لكسب الشارع، وجنوده “الشفشافة” سيكذبونه، وقصة “ديل متفلتين ما بيمثلونا” أصبحت أسطوانة مشروخة.
ما حدث في المثلث من استهداف لآبار التعدين والمياه وقتل من هم بداخلها والمتواجدين حولها، بغرض الكسب الحلال ومجابهة ضنك العيش الذي فرضته الحرب العبثية اللعينة، وهم عُزَّل، لا يظهر عليهم مظهر يُوحي بحمل السلاح لأيِّ غرضٍ كان.
ما حدث في المثلث، وسط آبار التعدين ومصادر المياه، هو عمل إجرامي منظم، تحت ذريعة “الفلنقايات”،
القصد منه تغذية روح الشتات بالتمييز العنصري على أساس قبلي.
وبلا شك، إنه عمل مُدان، لأنه لا يمتّ للأواصر الإنسانية بصلة، كما أن الانسحاب المبكر للجيش أمام القوات المهاجمة دون مواجهة، يجد الحظ الأوفر من الإدانة، حيث إنه يُعد من الخطوات التي لا تنمّ عن مواصفات القوات النظامية، والشجاعة السودانية التي كانت مشهودة، ويشهد بها العالم من أقصاه إلى أقصاه.
لا شك أن منطقة المثلث هي امتداد جغرافي للولاية الشمالية، منذ أن وُضعت خارطة السودان، وبالتالي هي منطقة تتبع لمناطق “منحنى النيل” المعروفة بتعايشها السلمي وقبولها للآخر، بالأريحية الكاملة، وإحكام صوت العقل، وتقديم فوهات الأقلام على فوهات السلاح، وجعل هذه المفاهيم هي الصفة الدامغة للحياة في جغرافية المنطقة بأثرها، مما ميّزها بالتعايش الذي ضحد – ولا زال يضحد – مظاهر التفسخ القبلي الذي عمّ بعض الولايات في وطننا الحبيب.

أوقفوا هذه الح-رب التي لا طائل منها سوى الدمار والشتات وخدمة أجندة المتربصين بموارد السودان،
واذهبوا لزراعتكم، فحقولنا ستحضن ما يكفينا ونُغذي منه العالم.

وأحسب نفسي من الناصحين، فأعقلوها وتوكلوا على الحيّ الدائم.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.