نجمات عربيات يضيئن سماء الإلهام والتأثير لعام 2024: ثلاثة سودانيات وتونسية وسورية في صدارة المشهد

نعمات حمادي

تتسارع الصحف والمواقع في رصد أكثر الشخصيات العربية تأثيرًا وإلهامًا عقب إعلان نتائج خيارات “رصيف22” للعام 2024م، وتبرز ضمن القائمة عشر شخصيات مؤثرة، من بينها خمس سيدات يمثلن قصصاً استثنائية من الصمود والتحدي، اثنتان منهما من السودان، إضافة إلى نجمة من تونس وأخرى من سوريا.

وجاءت في مقدمة التصنيف نساء السودان، فمنذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان منتصف أبريل 2023، وتصاعد الانتهاكات ضد النساء، تصدّت العديد من السودانيات بشجاعة لرفع الصوت وفضح هذه الجرائم، وخاصةً الاستغلال المروع لأجساد النساء كسلاح في الحرب. لم تتوقف الناجيات والضحايا عن الحديث بشجاعة، فيما تولت ناشطات سودانيات مهمة إيصال أصواتهن للعالم، مطالبين بحقهن في الحياة الكريمة والسلام ومحاسبة الجناة.

تبرز في هذا السياق نعمات أحمداي، رئيسة منظمة “نساء دارفور من أجل العمل” وشريكة الأمم المتحدة، التي تؤكد أن “أجساد النساء أصبحت ساحة للحرب في السودان”.

كما برزت حنين أحمد، التي لم تكتفِ بالحديث عن العنف الجنسي، بل أسست غرفة طوارئ في أم درمان لتقديم الدعم على الأرض وتوفير الخدمات الصحية وحقائب الكرامة للنساء.

أما نسرين الصائم، الناشطة والخبيرة البيئية، فتطالب بالحقوق الأساسية وتُوعّي بتبعات الحرب على تغير المناخ، وهو ما تصفه بـ”الموت المجاني”.

على صعيد آخر، سطّرت المحامية التونسية سنية الدهماني فصولاً من التحدي. فقد جرى اعتقالها بقوة في مايو 2024 بعد تصريحات ساخرة انتقدت فيها سياسات الرئيس التونسي قيس سعيد. حُكم عليها بالسجن بتهمة “نشر أخبار كاذبة” و”الإضرار بالأمن العام”، في قضية أثارت جدلاً واسعاً حول حرية التعبير.

ومن سوريا، برزت الناشطة والمدونة طل الملوحي، التي تحرّرت مؤخراً من سجن دمشق المركزي “عدرا” بعد سنوات من الاعتقال. كانت طل قد اعتُقلت عام 2009 واتُهمت بـ”التجسس” بسبب كتاباتها في مدونتها عن الأوضاع في بلادها. ورغم الحكم عليها بالسجن، لم يتم الإفراج عنها إلا بعد فترة طويلة، لتصبح حريتها مصدر إلهام للكثيرين.

هؤلاء النساء، بأصواتهن الجريئة ونضالهن المتواصل، يمثلن رمزاً للصمود والإلهام، ويُضفن فصلاً جديداً في سجل العطاء والتحدي للمرأة العربية.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.