
في سجل الخسائر السودانية الموجعة، لا يُحصى الفقد بالمال، بل بالأرواح التي اختطفتها آلة الحرب القاسية. بين أولئك الذين أخذتهم منا هذه المأساة، كان صوتان فنيان يمثلان الأمل والجمال، المغنية الشابة شادن محمد حسين، والمغني الشاب محمد فيصل الجزار.
شادن “حكامة السلام”
شادن كرست غناءها وبحثها للتراث الكردفاني وقيم السلام، قُتلت بقذيفة في منزلها بالخرطوم، في مايو 2023. رحلت وهي تبشر بالوئام، لتسقط ضحية لصراع آمنت بنقيضه.
فتى الكاريزما
أما محمد فيصل الجزار “فتى المستقبل” بكاريزماه وحسه الموسيقي المتجدد، والذي بزغ نجمه مع “فرقة السودانيين”، فقد دفعته الحرب نازحاً من الخرطوم إلى القضارف، حيث وافته المنيّة إثر علة لم تمهله طويلاً، بعيداً عن بيته وموسيقاه وجمهوره.
مشروعان فنيان باذخان
كانا يغنيان للسلام ويخططان لمستقبل الفن السوداني، أُخِذا منا غدراً. هي لحظة ألم مضاعف: فقدان البشر، وفقدان ما كانوا يحملونه من أحلام وتجديد لروح أمة أنهكتها الحرب. سيبقى صوتيهما صدىً لحلمٍ لم يُكتمل، وشهادة على تكلفة الصمت أمام جنون العنف.
Leave a Reply