المرأة السودانية رمز الصمود

بقلم: شيماء تاج السر

لطالما ظلت المرأة السودانية قامةً شامخةً، ورمزاً متجلياً للصمود على مر العصور، هذا الصمود الذي ازداد وهجاً مع اشتعال أتون حرب الخامس عشر من أبريل لعام 2023، التي اجتاحت السودان. تلك الحرب التي لم تكتفِ بانتهاك حرمة الوطن والمواطن بأبشع أنواع الجرائم، من قتلٍ وحشيّ، واغتصاباتٍ مُروّعة، واستعبادٍ جنسيٍّ مُخزٍ، وتهجيرٍ قسريٍّ مُوجع، ونهبٍ وسرقةٍ، وغيرها من الفظائع التي عمّت ربوع البلاد. لقد بلغت الجرائم حداً جعل استدامة الحياة أمراً يكاد يكون مستحيلاً على الجميع، لولا التدخل الجريء للمرأة، ومساعيها الحثيثة لإنقاذ نفسها وأسرتها. وهنا، أقولها بكل فخر واعتزاز، إنه كان للنساء الدور الأكبر، والبصمة الأعظم، في نجاة الكثير من الأسر السودانية؛ فمنهن كانت المفكرة والمدبرة، وصاحبة الرؤية الثاقبة، التي جعلت المستحيل ممكناً، سواء عبر محاولات النزوح واللجوء المنظم للأسر، ومن ثم كان دورهن الجليل في إرساء دعائم الاستقرار، حيث شهدنا بأعيننا نساءً يكافحن بعزيمة لا تلين، ويُمارسن الأعمال الحرة، من صناعات يدوية دقيقة، وتجارة بسيطة، وغيرها من المهن الشريفة، كل ذلك من أجل استقرار عائلاتهن وتوفير سبل العيش الكريم.

وكل ذلك يحدث والمرأة هي الأم الحانية، والأخت السند، والزوجة الوفية؛ هي الرفيقة للرجل المحارب، والشهيد الذي سقط، والمفقود الذي غاب. هي الساندة للمصاب الذي تئن جراحه، والمُعينة لمن فقد عمله ودربه. وعلى الرغم من كل هذه الأدوار العظمى، هي ذاتها من واجهت بشاعة القتل، وفضاعة الاغتصاب، ومرارة السرقة، وقيود الاستعباد الجنسي، وويلات الخطف خلال هذه الحرب اللعينة. كما أنها واجهت قسوة الاعتقالات التعسفية وتلفيق التهم الباطلة، كما سنسرد لاحقاً في فصولٍ قادمة.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.