
محمد ضياء الدين
مع تصاعد المواجهات بين الكيان – الص هي وني – وجمهورية الملالي، يتجلى مشهد صراع الإخوة الأعداء على جسد أمتنا النازف. – إس رائ يل – ذلك الكيان السرطانى المحتل للأراضي الفلسطينية – ها هو اليوم يُحاكم شعبياً ورسمياً على جرائم إبادة جماعية حوّلت فلسطين إلى دماء وركام.
إن المواقف – الص هي ونية- تجاه الأمة والإنسانية معلوم ومجمع عليه من كل شرفاء العالم، ولا نتحتاج الوقوف عليه كثيراً.
في المقابل تقف إيران الملالي على تقطيع أوصال العروبة تحت شعارات الإسلام وراية الحسين .
إيران التي تحتل الأحواز العربية والجزر العربية الثلاثة، وتتمدد داخل الأراضي والمياه العراقية (رحمك الله أبوعدي)، هي نفسها إيران التي تتحمل مسؤولية إحتلال العراق وإزهاق أرواح أكثر من مليون شهيد عراقي، وقتل قادته وعلماءه وطياريه أثناء الحروب على العراق وتحت الحصار وبعد الاحتلال، بل وعمقت الخلافات المذهبية والطائفية في المجتمع العراقي والعربي بشكل عام.
اليوم تدفع إيران الثمن باهظاً جداً حين إنقلب السحر على الساحر فجاء الدور على قادتها وعلمائها وطياريها.
في السودان أسست إيران أجهزة القتل السودانية ودرّبت جلاديه على فنون التعذيب، واليوم تزوّد المليشيات الإسلاموية بالسلاح وبطائرات الموت المسيّرة في سودان تمزقه الحرب.
ومن لبنان نحو سوريا، إلى الخليج المستهدف وصولا لليمن، حوّلت إيران أوطان العرب إلى مقابر لمشروعها الطائفي التوسعي.
إن تعاطف البعض مع طهران الملالي بحجة أنها دولة مسلمة وداعمة للمقاومة، فإنه يُمثل قمة الغفلة وخداع للوعي، فإيران الطائفية التي تذبح العرب تحت عباءة الإسلام الطائفي، وتدعم الميليشيات في السودان بإسم “الجهاد” لا تقل في عدائها على الأمة من عداوة – الص هاي نة!- إن دعم إيران والوقف معها، إنهزام للهوية، وتأييد لجلّاد طائفي توسعي حاقد على الأمة والإسلام، وإستسلام لأخبث أدوات التمزيق المذهبي والطائفي .
لكن يبقى الأخطر من نيران التصعيد العسكري هو التنسيق الخفي بين الكيانين السرطانين ف-إس رائ يل- حوّلت الخطر الإيراني إلى تذكرة عبور للتطبيع مع الأنظمة العربية، وإيران إستغلت شعار المقاومة غطاء لاختراق الأقطار العربية والمجتمع العربي .
في سياق هذه المسرحية الدراماتيكية، يأتي بيان الحركة الإسلامية السودانية الداعي لدعم إيران في (كل ميادين الجهاد) ليمثل حلقة عمالة مكشوفة وغباء سياسى معتاد، صادر عن حركة تدين بالولاء لمن يدعمها على سحق شعبها للعودة لسدة السلطة من جديد !
هذا التصعيد بين الكيانين، رغم أنه في بداياته، لكنه فضح حقيقة هذين المشروعين الاستعماريين، كما فضح دعاة العروبة أرباب – الصه اي نة – والفرس.
إن كل ضربة يتلقاها أحدهما قصاص إلهي لجريمة إرتكبها بحق الأمة.
فليعلم كل عربي شريف، وليدرك كل حر على الأرض، أن الوقوف مع أي من هذين الغاصبين خيانة للأمة ولدماء شهدائها.
اللهم أضرب الظالمين بالظالمين، فلتأكل نارهما بعضها، وليكن صراعهما نذير زوال مشروعيهما معاً. فخلاص أمتنا لن يتحقق إلا بطرد المحتل الصهيوني من كل ذرة تراب فلسطيني، وتحرير العراق من طهران وعملاء طهران، وسوريا من عصاباتها، ولبنان من هيمنة الميليشيات، واليمن من قبضة الحوثيين، والسودان من براثن الإسلامويين .
إن الأمة التي أنجبت صلاح الدين محرر القدس، والقعقاع قاهر الفرس، والشهيد القائد صدام حسين قاهر الفرس و-الص هاي نة – معاً، هذه الأمة قادرة أن تدفن مشاريع الظلام (الص هيو/إيراني) تحت تراب الحق. فما أشبه الليلة بالبارحة! وما نار العداوة بين الظالمين إلا شرارة تحرير تُضيء درب الخلاص.
Leave a Reply