الشباب.. أول من دفع فاتورة الحرب

بقلم: د. امتثال بشير
“سينهض من صميم اليأس
جيل شديد البأس، جبار عنيد
يقايض مايكون بما يرجى
ويعطف ما يراد لما يريد”
مهدي الجواهري
تجابه الشباب في السودان تحديات جمة؛ جراء الحرب المستعرة في البلاد. حاليًا هم بين عدة خيارات أحلاها أمر؛ أما العودة إلى بلادهم في حال توقف القتال أو الهجرة بحثًا عن فرص أفضل في أماكن أخرى.
ومن جملة التحديات، التي يواجهها الشباب، شبح الهجرة، إذ يرى البعض أن الهجرة خيار أفضل للهروب من جحيم وويلات الحرب والبحث عن مستقبل واعد، ومع ذلك، يظل هذا الخيار محفوف بالمخاطر والصعاب.
والثاني هو العودة إلى حضن الوطن، عند توقف الحرب، وهذا الأخير يتطلب إشاعة حالة من الأمن والاستقرار، تسهم في إعادة بناء البلاد وإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية.
البعض يفضل البقاء في المنفى، حتى تتغير الأوضاع في السودان.
ومابين هذا وذاك تتسرب السنون من بين أيدي الشباب ويطال الإحباط أحلامهم وآمالهم المستقبلية.
كيف لا وهم أصحاب المبادرات والمساعي الجادة والحثيثة لإيقاف الحرب، هم صناع الكيانات الشبابية، لتوحيد الجهودالرامية لإنهاء الحرب وإعادة السودان إلى مسار التحول المدني الديمقراطي، عملوا على إعلان التزام للعمل المشترك من أجل سلام دائم ومستقبل ديمقراطي في السودان. مع إسهامهم المقدر في تعزيز مناخ التغيير الإيجابي والتأثير الجماعي لبناء سودان جديد تسوده مبادئ المساواة والاحترام والعدالة.
الشباب يلتزمون بدورهم في المشاركة الفاعلة في الجهود المدنية السياسية والعمل على تعزيز مبادئ الحوار والتفاهم والاحترام والمصالحة، فضلًا عن السعي لحل النزاعات عبر وسائل مدنية سلمية والعمل على تعزيز روح التعاون والعمل المشترك، وفي كل هذا وذاك فهم يسعون لبناء مستقبل أفضل، من خلال المشاركة في عمليات السلام والتفاوض الجاد.
حتمًا..
“غدًا ستنتهي الحرب، ويتصافح القادة، وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد …
وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب ….
وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل …
لا أعلم من باع الوطن، ولكنني أعرف من دفع الثمن”..
“محمود درويش”

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.