
بقلم: ياسر عوض
هي الطيور .
هي الطيور وحدها لا يغطيها الرماد
هي وحدها من تضرب نوافذ الضوء بأجنحتها،
تحك جلد الفضاء
تحيك من ثوب الترقب دمًا جديد.
الطيور ليست نساء ،
لا، ليست نساء ،
لأن النساء مخلوقات راضية التكوين على وشك أن تصبح أشجارًا
من الممكن أن تصبح بلورات زرقاء بمساعدة المياه.
هي الطيور
تغدو دائمًا أطفالًا،
البراءة الآنية تجاه الخبز.
الطائرات الورقية، التي لا تقصف منام.
لا يفهم الجميع الألم ،
هو ليس في الجسد.
ليس في البيوت، التي غادرت سكانها’
وليس في حياتنا البائسة،
ولا في الذكريات، التي يملؤها الغبار .
الألم الحقيقي هو يقظة الأحلام التي لا تتحقق .
هو احتراق أبدي
في العيون، التي لا تنام.
الاحلام المهجورة لها وزن تنؤء به الذاكرة.
حتى أن السماء وزعتها كثيرًا على البشر.
والنساء اللواتي تقتلهن الشائعات يعرفن الصخور،
وأنها تغدو مسارات،
وكل نبضة قلب هي أثر لا ينمحي.
لا، ليست نساء
ولا شائعة الانتظار البليدة،
إنها الطيور من يعبّر عن حمى الفكرة.
وإلى التوق إلى التلاشي كل لحظة،
إنها شهقة حيث يؤلمنا الهواء كله.
الطيور سانحة حية على إيقاع الضوء المتفلت،
إنها ارتقاء غير مشروط حيث الغيوم والبرق.
صراخ يزدحم على ممرات الدماء.
ضيعت الطيور أوتارها
كي تبحث عن الحريق، الذي يبقي التفاصيل الصغيرة.
ولم تجد سوى صيادين يطلقون
على سياج الأحلام.
ومخلوقات صغيرة دفنت نفسها في الأرض.
لكن الألم الحقيقي كان في ساحة أخرى
حيث العصافير تعاني بين الصحو والغياب.
ساحة غريبة عن التماثيل البلهاء
عن الجدران الأزلية
عن الأثاث المرتب
عن كل الأشياء القابلة للكسر
وعن حميمية البركان الأخير.
ما من ألم في الموت،
ثمة خروج فقط.
لكنه خروج ليس آمن
في الثوب الأبيض.
ما من ألم في الموت.
ثمة أرضٌ فقط.
الأرض بشباكها المفتوحة على الفاكهة.
الطيور تمسك الأغاني من أجنحتها،
الاغاني، التي انفلتت من دوزنة الخريف،
الخريف، الذي أوصد فصوله، ومناخاته.
لذا الطيور تواصل هجراتها.
Leave a Reply