
بقلم: ماجد الغوث
يختص المجتمع السوداني بعادات وتقاليد فريدة تُميز مناسباته المختلفة، ويُولي اهتمامًا خاصًا للتحضير للاحتفالات. ومع حلول عيد الأضحى المبارك، يبرز مشروب “الشربوت” كجزء لا يتجزأ من طقوس العيد المصاحبة للأضحية. يمتد تاريخ هذا المشروب إلى عصور بعيدة، تناقلته الأجيال حتى يومنا هذا، محافظًا على مكانته كعنصر أساسي يُعتقد أنه يساعد على هضم اللحوم.
جذور تاريخية وعادة راسخة
الشربوت هو مشروب سوداني عُرف منذ القدم، ويُقال إن أصوله تعود إلى شمال السودان، حيث كان يشربه قدماء النوبة في المناطق المحاذية للنيل منذ آلاف السنين، ومن ثم انتشر في باقي أنحاء البلاد. يُعد الشربوت من العادات الراسخة لدى غالبية السودانيين، شأنه شأن مشروب “الحلو مر” الشهير في شهر رمضان المعظم.
طريقة التحضير وفوائد صحية
يُصنع الشربوت تقليديًا من ثمار البلح، وتُضاف إليه مجموعة من البهارات التي تمنحه مذاقه المميز وفوائده الصحية. تشمل هذه البهارات: العرق الأحمر، الزنجبيل، الحلبة، الفلفل الأسود، الحَبَحبان، والثوم. يُترك المزيج بعد ذلك لفترة قصيرة لا تتعدى اليوم أو اليومين ليُخمّر، ليخرج بعدها بمذاق رائع ومنعش. يُعتقد أن البهارات الموجودة فيه مفيدة لبعض أمراض الأمعاء، كما أنه يساعد في عملية الهضم بفضل قدرته على امتصاص الدهون داخل الجسم.
تطور النكهة عبر الأجيال
على مر الأجيال، أبدعت الأجيال الحديثة في تطوير طريقة صناعة الشربوت، بإضافة مكونات غذائية جديدة مثل: العنب، التفاح، الجوافة، وقمر الدين. هذه الإضافات جعلت المشروب أقرب في مذاقه إلى نبيذ الخلفاء والملوك الذي كان يُقدم في عهدي الدولة الأموية والدولة العباسية، مما يضفي عليه لمسة من الرقي والتنوع.
Leave a Reply