
بقلم: أبوبكر عابدين
(صديقي الكاتب المريخي أبوبكر الطيب دفعني دفعاً للكتابة بعد التوقف بسبب الحرب).
-
الحقيقة الغائبة أو المُغيّبة عن جماهير الرياضة بواسطة قادة الاتحاد السوداني لكرة القدم، وحتى معارضيهم ومعظمهم من ذوي السوابق في الفساد المالي!
-
ابتداءً، نقول إن آفة السودان وسبب دماره وخرابه، بل والحرب اللعينة الدائرة الآن والتي راح ضحيتها الملايين ما بين قتيل وجريح ونازح وغيرهم، هو أن كل شخص جلس في غير مكانه. لا نقول “السيف عند جبانه والمال عند بخيله”، ولكنها حقيقة الفساد والنفاق الذي استوطن كل مرافق الدولة. وقد نالت الرياضة نصيب الأسد من هذا العفن، لأن معظم أصحاب السوابق والفساد المالي في الاستيراد والتصدير وغسيل الأموال ولجوا هذا المجال، واشتروا المقاعد في الأندية الكبرى والاتحادات وترأسوها. ولم ينسوا شراء “الحكامات” من الكتاب الذين يبيعون أقلامهم وذممهم لمن يدفع، في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة!
-
لا شيء يخفى. ومنذ عهدٍ مضى وحتى اليوم، لو بحثت عن خلفيات قيادات المريخ والهلال والاتحاد العام واللجنة الأولمبية، لكانت الإجابة حاضرة. ولو سألت – كما سألت لائحة تراخيص الأندية – عن مصدر تلك الأموال وأوجه صرفها، لما وجدت إجابة رغم أنها بادية واضحة!
-
نعود ابتداءً بسؤال قادة الاتحاد الذين يحتكمون لقانون الشباب والرياضة 2016، والذي تحدث ونص على وجود اتحادات ولائية ضمن مكونات الجمعية العمومية. فمن الذي أزالها عند الترجمة، بينما وزارة الشباب والرياضة نائمة لا تدري مهامها ولا دورها؟ إنها كالـ(الجمل الذي يحمل الطين ولا يرتفع).
-
ونعود للنظام الأساسي الذي ينص على وجود مقاعد للحكام والمدربين وقدامى اللاعبين والمرأة (بعد إجازة نظامهم الأساسي)، بيد أنهم – وبكل أسف – كنعال الأحذية، لا يرتفعون لمستوى المسؤولية، ولا يهتمون لضرورة وجودهم في قيادة الاتحاد نفسه، وتركوه للجلابة والسياسيين الذين يشترون الأصوات و(يهندسون) صنع عضوية الجمعية العمومية التي تأتي بهم ليواصلوا عملية النهب الممنهج والثراء على حساب مستقبل الرياضة عامة وكرة القدم خصوصاً!
-
لم تتقدم أندية الممتاز، وعلى رأسها المريخ والهلال، لتفعيل المادة 19 من النظام الأساسي للاتحاد، والتي تنص على وجود رابطة الأندية المحترفة التي من مهامها تسيير وإدارة النشاط والتسويق وغيرهما.
-
الاتحاد يقف حجر عثرة أمام تكوين رابطة الأندية؛ لأنها إن قامت، ستسحب منه إدارة النشاط والتسويق وغيرها من مصادر المال، والذي هو مربط الفرس. فأي مصدر مال هو داخل بطن قادة الاتحاد بكل أسف.
-
بعض قادة الأندية في الممتاز، وعلى رأسها الأهلي الخرطوم وهلال الساحل والأهلي مدني وحتى الهلال العاصمي وآخرين، كونوا رابطة الأندية الممتازة وقرروا القتال من أجل قيام رابطة الأندية المحترفة واقتلاع الحق المنصوص عليه في النظام الأساسي. ولكن أيادي الاتحاد العام هزمت التجمع وفكرة الرابطة، وتضعضع التجمع حتى سقط. ولعلنا تابعنا كيف وقف عضو الهلال العاصمي بقوة حتى أبعدوه بقرار مجلس! وطبعًا أيادي عصابات المافيا تسلطت عليهم ووأدت الفكرة حتى تنعم بمواصلة مص دماء الأندية!
-
هل تصدقون أن الاتحاد العام يرعى الاتحادات المحلية لأنها (سلم) صعودهم وسر فوزهم بمقاعد الإدارة؟ وهل تصدقون بأن هناك اتحادًا محليًا ممن يلعبون دورهم في فوز تلك العناصر، يزرعون أرض الاستاد بمحصول الفول ويُقسم المحصول على رؤساء بعض الأندية، فيما تلعب أنديتهم الستة في ملاعب خارجية مكشوفة!
-
في الحلقة القادمة، سنكشف ملف تراخيص الأندية المشاركة في منافسات الاتحاد الأفريقي.
Leave a Reply