خربشة

عثمان إدريس أبو راس

عيدٌ بأيّ حالٍ عُدتَ يا عيدُ؟
بوقفِ الحربِ، فجرِ السِّلمِ، فالعودةِ؟
أم بِدَاعِسِ كِبْرِي،
تُضَاعِفُ الهِجْرَة…؟

فجَاوَبَنَا إلهُ الفُورِ:
أحمقُ قومِنا الكذّاب،
أنَّ السِّلمَ خُرافَةٌ كُبْرَى،
وأنَّ العدلَ والقانونَ
كالغُولِ والعَنْقَاء!!
والأحلامُ في اليَقَظَة!
وأنَّ الحربَ خَالِدَة!!

وإذْ كنَّا نُمنِّي النفسَ باليُسْرَى…
فيا للحَسْرَةِ الكُبْرَى…

فما من عَوْدَةٍ من مَنفى،
فلا سِلمٌ، ولا أمنٌ،
ولا حرِّيَةٌ في قاموسِهِ
المَغمُوسِ بالسُّمِّ والطَّاعُونِ…

ولا مَدَنِيَّةَ السُّلْطَة…
بُرْهَانٌ… إشَارُون؟
أم فِرْعَوْن… أنت؟!!

بغزّةَ يُنْكَى الجُرْحُ،
كما فَضَّ اعتصامَ المجدِ،
سِفْرُ لُبْنَانَ المَذابِح،
في صَبْرَا وشَاتِيلَا…
أو عَدَوِيَّةُ السِّيسِي،
ومَجْزَرَةُ المُتَمَّة…

حُجّاجُ المدينة،
ماذا لو صار الأقصى كَنِيس…؟!
أو أنَّ محمّداً ليسَ رسولاً؟!
أو أنَّ المسلمَ ما عاد يصوم؟!
ويَسُبُّ الابنُ أباه،
والبنتُ تتبرّجُ،
والأمُّ تُشاهدُ في صمتٍ؟!

فليسَ ذاكَ ببعيد،
في زمنِ الخِزيِ العربيِّ
الرّسميِّ والشّعبيِّ…

فمُسَيْلِمَةُ ليسَ خُرافة،
وأصحابُ الفِيلِ
يَنْصُرُهُم نَسْلُ أَبُو رِغَال…

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.