الكرسي أولًا… والبقية خارج التغطية

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

صندوق مغلق على وجوه مستهلكة… يا بروف، لا يشبهك هذا الترشح

في زمن تتعطل فيه عجلة الرياضة بفعل الحرب والجمود الإداري، يسابق اتحاد الكرة الزمن لا لينقذ ما تبقى، بل ليعيد إنتاج ذات الفشل في حُلّة جديدة، عبر انتخابات صُممت بليل، وشُيّدت على أرضية إقصاء لا تنافس.

تقديم موعد الجمعية العمومية لم يكن اجتهادًا رياضيًا، بل خطوة محسوبة لإغلاق الأبواب في وجه من يفكر في الترشح، ولإحكام السيطرة بقائمة واحدة، تُدار من خلف الستار، كما أُديرت ملفات الفشل من قبل. فالانتخابات حين تُفصّل على مقاس الولاء لا على مقياس الكفاءة، تتحول من أداة إصلاح إلى وسيلة تكميم.

وسط هذا المشهد الضبابي، جاء ترشح البروفيسور الدكتور حسن علي عيسى – الأمين العام لنادي الهلال – ضمن هذه القائمة، ليخلط مشاعرنا بين فرحة وفجيعة. نعم، أسعدنا أن يمثل الهلال رجل بعلمه وخبرته، ولكن أحزننا أن يكون ضمن تشكيلة لا تُعبّر عن الهلال، ولا تشبه تاريخه. فالهلال لا يقف في طوابير الترضيات، ولا يُختصر حضوره في “عضو” ضمن قائمة مفروضة.

كان الأجدر – لو كانت النية الترشح – أن يتقدم البروف بقائمة مستقلة تمثل مشروعًا رياضيًا حقيقيًا، قوامه التغيير والشفافية، لا أن يرضى بمقعد ضمن هيكل أعوج يوزع المناصب قبل أن تُفتح صناديق الاقتراع.

والسؤال الأهم: هل هذا الترشح – من حيث موقعه وشكله – يتماشى مع النظام الأساسي لنادي الهلال؟ لا أحد يعلم. فالنصوص غائبة، واللوائح حبيسة الأدراج، والإرادة مسلوبة. في غياب الأنظمة الأساسية، لا شيء يمنع ولا شيء يجيز… سوى المصالح.

قوائم تُفصّل، اتحادات بلا نشاط تُمنح نفس الصوت الانتخابي كاتحادات فاعلة، وأندية الممتاز تصمت، وكأن ما يحدث لا يعنيها. فأي شرعية تلك التي تولد من الظل؟ وأي إصلاح يمكن أن ينتج من موسم انتخابي بلا منافسة، كسباق بجواد واحد؟

الهلال، بتاريخه، كان يجب أن يقود مشروعًا وطنيًا للتغيير، لا أن يُستدرج ليكون غطاءً لمشروع إعادة التمكين الرياضي. ومثلما لا نرضى للهلال أن يُدار بالترضيات، لا نرضى أن يُختزل تمثيله في مقعد متواضع ضمن مشهد مُرتّب مسبقًا.

كلمات حرة:

الشرعية التي لا تمر عبر التنافس، لا تخرج من الصندوق بل من الظل.

حين تُقصى الكفاءات وتُكافأ الطاعة، تُصنع الفوضى لا المؤسسات.

الأندية الكبيرة التي تصمت، تشارك في الجريمة بصمتها.

غير مستغرب أن يقدم مجلس السوباط عضوًا عن الهلال سندًا لهذا الاتحاد وضمن قائمته المرشحة.

لا تُبنى الرياضة في الغرف المغلقة… ولا تُصلح بالأسماء المستهلكة.

يا بروف، ترشحك كان صدمة… أن تكون ضمن هذه القائمة.

كلمة حرة أخيرة:

الذين يتقنون فن تفصيل القوائم على مقاس الكرسي، نسوا أن للرياضة ذاكرة… وأن الكرسي الذي يُختطف اليوم، قد يتحول غدًا إلى شاهد على مرحلة عنوانها:
“هكذا اختُطفت اللعبة”.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.