
محمد ضياء الدين
أكتب إليكم في هذا العيد المبارك، وأنا مدرك تمامًا أن كلماتي لن تمحو جراحكم العميقة، ولن تعيد ما فُقد. لقد عشتم أهوال الحرب والنزوح واللجوء والفقر والفقد المؤلم لأعز الأحباب، ولكن في عيدنا هذا، أقول لكم بثقة أنتم أكبر من أن تُهزموا!
أعلم أنكم كبرتم قبل الأوان، وأن الحياة أجبرتكم على تحمُل مسؤوليات مبكرة لم تختاروها. أعلم أن الألم يعتصركم وأن اليأس قد يقترب، لكن في مناسبة التجديد والأمل هذه، دعوني أؤكد أنتم صُنّاع الغد.
تذكروا أن أعظم النجاحات تُبنى في المعاناة.
في هذا العيد، الذي يجسّد الانتصار والصبر، أجعلوا من التحدي مصدر قوة، ومن المحنة منصة انطلاق نحو التغيير المنشود. لا تركزوا على ما فقدتم، ركزوا على ما يمكنكم فعله من جديد.
أحيطوا أنفسكم بالناس الإيجابيين المشجّعين، وابتعدوا عن مُثبّطي العزائم . في هذه الأيام المباركة ومعانيها العظيمة التي تُعزّز الأواصر، تمسّكوا بروابطكم الأسرية، فهي سندكم الحقيقي، وكونوا سندًا لإخوتكم الصغار، فهم أمانة بين أيديكم. وأحملوا يقينًا، كما يحمل العيد بشرى الفرج، أن بعد العسر يسرًا.
لا تترددوا في أي عمل شريف يكسبكم العِزّة ويضيف لتجربتكم مهارات جديدة. واظبوا على تعليمكم بإصرار، حتى لو اضطررتم لتغيير مسار التخصص الأكاديمي والبداية من جديد، الآن أو لاحقًا، لا بأس، المهم أن تستمروا في التعلّم والتفوّق، قد تفتح لكم الحياة آفاق جديدة لم تكن في الحسبان . المثابرة المتواصلة هي أفضل ما تُقدمونه لأنفسكم ولأسركم ولوطنكم .
أنا أدرك صعوبة الأمور، لكنّي أرى كل هذا ممكنًا بإلإرادة والعزيمة . أنتم أمل السودان.
لقد أدهشتم العالم بثورتكم المجيدة وجمهورية أحلامكم، فلا تتراجعوا اليوم عن أحلامكم المشروعة في الحياة. لقد قدّمتم صورة مشرّفة، جاء الوقت لتقدّموا صورة أسمى بالعطاء داخل الوطن وخارجه. كونوا سفراء لبلدكم أينما حللتم، فأنتم من يُعوّل عليكم إعادة البناء وقيادة السودان نحو مستقبل يليق بتضحياتكم.
ثقوا بأنفسكم أيها الأبطال، وانطلقوا بكل قوتكم وعنفوان شبابكم، لتحقيق أحلامكم، ولرسم ملامح غدٍ مشرق يليق بكم وبوطنكم.
وكل عام وأنتم أقوى.
Leave a Reply