حكاية عشق

عائشة الياس

هل كان من الضروري أن نفترق لندرك كم كنا في حاجة لأن نبقى قليلًا لنقول مالم نستطع قوله؟ أو ما اخفقنا في قوله؟
من باحة المنزل أقف إلى جوار السور، أتامل باهتمام طلتها البهية وأنا في كامل الحضور الوجداني، تدهشني دخلتها بتأنّي على سطح الماء، راسمة صورتها المتمايلة مع الأمواج.. تتسرب اضوائها الذهبية تارة والبيضاء تارة أخرى فى ظلام الليل الدامس على الشاطئ، لتزين ليالي المدينة التي لا يشعر بها أحد سوى عشقى لها، أقف في حضرة جمالها بخشوع، أسمع صوتها فى مد الموج وجزره، تتسربلني، أشعر معها بالأمان، أكتب لها رسائل فى مخيلتي من أشعة الضوء وأدسها في جبينها.
أخلد للنوم وأدخلها إلى فراشي وأذيقها خلوتي وفراغي وخوفي. أتمدد ويغمرني ضوئها.. وأغط فى النوم هانئة في حضرة جلالها مطمئنة هادئة.
وفى زحمة المدن الكبيرة وأضواءها الكثيفة ومبانيها العالية، طال انتظار لقاء الحبيبة وطلتها، انتظرتها لأيام مليئة بالوقت ولم تاتى، انتظرت شهورًا هرب فيها الوقت مسرعًا، انتظرتها أعوامًا ولم تظهر، تسرّب العمر في غيابها..
فجأة عندما استيقظت فى هذه الليلة على حافة زرقة عاشقة.. رأيتها تتثاءب، في عينيها غبش النوم.. أين كنت طول هذا الوقت؟ لم أر سرًا في عينيها سوى ابتسامة يصعب بهتانها، عرفت منها أنها كانت هنا، فى سراب اللون وبعض مني..

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.