رجال الأعمال السودانيين.. ازدياد النخب الثرية في أفريقيا #آراء_حرة

بقلم: عاصم إسماعيل

في القارة الأفريقية، تتوسع النخبة الثرية بوتيرة مثيرة. فبينما يرتفع عدد الفقراء والجوعى في البلدان الواقعة جنوب الصحراء، يزداد عدد الأثرياء في هذه البلدان بشكل ملحوظ، وقد تضاعف عدد المليونيرات الأفارقة مقارنة ببقية العالم في السنوات الماضية. فقد ارتفع عدد الأثرياء في أفريقيا بنسبة 145٪، في حين شهد العالم زيادة قدرها 73٪ خلال العقدين الماضيين. ففي أفريقيا، القارة الأفقر في العالم، يبرز عدد من رجال الأعمال الذين يتنافسون بأموالهم لاحتلال مراكز متقدمة ضمن لائحة أغنى أغنياء القارة.

وعلى مدى سنوات عملهم، راكم أثرياء أفريقيا ثروات هائلة وأسسوا مصانع وشركات عملاقة وأوجدوا نماذج نجاح غير تقليدية. بعضهم حقق نجاحًا استثنائيًا وأصبح بفضل ثقل مؤسساته المالية يتحكم في قطاعات اقتصادية مهمة، وآخرون تجاوزت ثرواتهم ميزانية دول أفريقية بكامل سكانها.

وفي ظل الحرب الدائرة في السودان، لم تسلم حتى الطبقة الأكثر ثراءً في البلاد من آثار الدمار الاقتصادي والاجتماعي. هؤلاء الأشخاص، الذين كانوا يشكلون عصب الاقتصاد الوطني، باتوا يواجهون تحديات وجودية تهدد مصالحهم واستثماراتهم.

ونشر أحد المواقع العربية، “النيلين”، تقريرًا مفصلًا عن أغنى العائلات السودانية المعروفة بالثراء والثروة المالية الطائلة. فقد ضمت قائمة أغنى 5 عائلات سودانية رجال أعمال معروفين.

في المركز الخامس جاء رجل الأعمال وابن الشمالية، وتحديدًا منطقة “العفاض”، أزهري المبارك، المعروف عنه أعمال البر والإحسان. أزهري المبارك، الذي اشتهر بالعمل في التنقيب عن الذهب، للدرجة التي جعلته الأشهر في مجاله، دخل القائمة بثروة قدرها 400 مليون دولار.

وفي المركز الرابع، وحسب التقرير الذي رصده موقع النيلين، جاءت عائلة البرير، الشهيرة في السودان، والتي تعمل في مجال الزراعة والصناعة، وتقدر ثروة عائلة البرير بحوالي 420 مليون دولار. أما في المركز الثالث، فجاءت عائلة رجل الأعمال محمد إبراهيم، الذي يمتلك شركة اتصالات ومشاريع أخرى، حيث تقدر ثروته بحوالي مليار و200 مليون دولار.

أسس محمد إبراهيم، بريطاني الجنسية والمولود بالسودان، شركة “سيل تل العالمية” في العام 1998م، من أوائل شركات الهاتف المحمول في أفريقيا والشرق الأوسط. وقد بيعت لشركة الاتصالات الكويتية مقابل نحو 3.4 مليار دولار في عام 2005، وحصل إبراهيم منها على 1.4 مليار دولار، ومنذ ذلك الوقت كرّس جهوده لمحاربة الفساد في القارة السمراء، عبر مؤسسته التي تحمل اسمه وتديرها ابنته هديل.

كما جاءت في المركز الثاني عائلة رجل الأعمال الشهير أسامة داؤود عبد اللطيف، الذي يمتلك مجموعة “دال”، حيث تشير التقارير إلى أن ثروة عائلته تقدر بمليار و700 مليون دولار. وحسمت عائلة حسام أحمد إبراهيم، التي جاءت في المركز الأول، صاحب عدد من الشركات التي تعمل في مجال التجارة والصناعة، والذي يملك ثروة تقدر بحوالي 3.7 مليار دولار.

ويقول مختصون إن الحرب لم تقتصر على تقويض ثروات هؤلاء الأشخاص فحسب، بل وضعت أمامهم تحديات إعادة الإعمار والابتكار لضمان استمرار أعمالهم. في ظل غياب الاستقرار، يبقى السؤال: هل ستتمكن هذه النخب الاقتصادية من استعادة مكانتها أم أن السودان على موعد مع وجوه جديدة لقيادة الاقتصاد؟

كما تعتبر أفريقيا قارة الفرص العديدة والإمكانيات الكبيرة والموارد الهائلة، لكن ينخرها الفساد والبيروقراطية وسوء الإدارة، ما يؤثر على جو الاستثمار وتنامي الثروات بها.

رغم أن ديون أفريقيا تزيد الضغوط الاقتصادية مع توقعات بوصولها إلى 2 تريليون دولار، إلا أن المليارديرات في رحلتهم نحو تكوين الثروة قد مروا بظروف معاكسة وتوترات جيوسياسية إقليمية ومشاكل ارتفاع التضخم وتدهور الأوضاع التمويلية في الأسواق وانخفاض قيمة العملات المحلية في القارة السمراء.

في أفريقيا، يأتي على رأس قائمة أغنى أغنياء أفريقيا الملياردير الجنوب أفريقي يوهان روبرت، الذي تفوق على رجل الصناعة النيجيري أليكو دانغوت وأزاحه مؤخرًا عن قمة اللائحة كأغنى شخص في أفريقيا.

ووفقًا لأحدث بيانات مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، فقد ارتفع صافي ثروة يوهان بمقدار 1.9 مليار دولار لتصل إلى 14.3 مليار دولار، مما وضعه في المرتبة 147 في العالم، متقدمًا بـ 12 مركزًا على دانغوت الذي انخفضت ثروته بمقدار 1.7 مليار دولار هذا العام، ليبلغ صافي ثروته 13.4 مليار دولار.

أما رجل الأعمال النيجيري أليكو دانغوتي، الذي حل ثانيًا بالقائمة، فيرجع الخبراء تراجع ثروته إلى البيئة الاقتصادية الصعبة في نيجيريا، حيث تعمل مجموعته بشكل رئيسي. ويرى الخبراء أن دانغوتي، الذي يوصف بأنه ملك الأسمنت في أفريقيا والذي احتفظ بلقب أغنى رجل في القارة لأكثر من عقد من الزمن، فقد رتبته على قائمة أغنى أغنياء أفريقيا ليس بسبب أخطاء في عمله أو استثمارات فاشلة، بل بسبب انخفاض قيمة العملة النيجيرية “النايرا” مقابل الدولار، حيث أن الانخفاض الحاد في قيمة “النايرا” أثر بشكل كبير على دانغوتي الذي ترتبط ثروته إلى حد كبير بالأصول المقوّمة بالعملة المحلية.

يحل في المرتبة الثالثة ملياردير آخر من جنوب أفريقيا هو نيكي أوبنهايمر، بثروة صافية قدرها 11.3 مليار دولار. ورث أوبنهايمر ثروة طائلة من عائلته التي أسست شركة دي بيرز للتعدين في عام 1917، ولا تزال إلى اليوم واحدة من أكبر شركات استخراج الألماس في العالم.

لكن في عام 2012، باع أوبنهايمر أسهمه في شركة تعدين وتجارة الألماس مقابل 5.1 مليار دولار (40% من أسهم شركة دي بيرز). وبالإضافة إلى نجاحاته في ريادة الأعمال، يمتلك نيكي أوبنهايمر أراضي مصنفة كمحميات طبيعية في جنوب أفريقيا وبوتسوانا وزيمبابوي، تبلغ مساحتها الإجمالية 187 ألف هكتار.
*نقلا عن الغد السوداني